*
الجمعة: 31 يناير 2025
  • 29 يناير 2025
  • 10:47
تهميش منطقة البادية الوسطى بمشاريع الزراعة المائية
الكاتب: عبدالله مخلد الزبن

 

تُعَدُّ منطقة البادية الوسطى في الأردن من أكثر المناطق التي تعاني من التهميش على مختلف الأصعدة وخصوصا دعم المنظمات ، خاصة في ما يتعلق بالمشاريع الزراعية الحديثة والمستدامة. وعلى الرغم من الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها المنطقة من حيث المساحات الشاسعة والموارد الطبيعية، إلا أن الاستثمار فيها ما زال محدوداً، مما أدى إلى حرمانها من النمو الاقتصادي وفرص العمل التي تحتاجها المجتمعات المحلية.

الزراعة المائية: حل مستدام وواعد

تُعد الزراعة المائية (Hydroponics) واحدة من أبرز الحلول الحديثة التي يمكن أن تُحدث فرقاً جذرياً في منطقة البادية الوسطى. تعتمد هذه التقنية على زراعة النباتات باستخدام المياه المغذية بدلاً من التربة، مما يجعلها مثالية للمناطق التي تعاني من ندرة المياه وصعوبة التربة، كالبادية.

أثر الزراعة المائية على المجتمع والبيئة
    •    تحسين الأمن الغذائي: تعمل هذه التقنية على إنتاج محاصيل عالية الجودة وكميات وفيرة باستخدام كميات أقل من المياه مقارنةً بالزراعة التقليدية.
    •    الحفاظ على البيئة: تقلل الزراعة المائية من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90%، وتحد من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.
    •    الحد من التصحر: يمكن توظيف هذه التقنية في تقليل التصحر واستغلال الأراضي غير القابلة للزراعة بشكل فعّال.

خلق فرص عمل للشباب والشابات

إطلاق مشاريع الزراعة المائية في البادية الوسطى من شأنه أن يوفر فرص عمل متنوعة للشباب والشابات، سواء في مجالات الزراعة نفسها أو في الأعمال المرتبطة بها مثل التسويق، والإدارة، والصيانة.
    •    فرص تدريب: يمكن للمشاريع أن تشمل برامج تدريبية تُمكِّن الشباب من اكتساب مهارات جديدة في هذا المجال.
    •    تشجيع ريادة الأعمال: يُمكن أن تُحفز هذه المشاريع الشباب على تأسيس أعمالهم الخاصة في الزراعة الحديثة.

المساهمة في الاقتصاد المحلي
    •    تعزيز الاقتصاد: من خلال توفير منتجات زراعية محلية عالية الجودة، يمكن للزراعة المائية أن تقلل من الاعتماد على الواردات وتعزز الاقتصاد الوطني.
    •    تصدير المنتجات: توفر هذه المشاريع فرصة لتصدير المنتجات الزراعية إلى الأسواق الإقليمية والدولية، مما يدعم الاقتصاد الأردني بشكل عام.

أهداف المشروع
    •    تحقيق الاستدامة البيئية عبر استخدام موارد المياه بشكل أمثل.
    •    رفع كفاءة الإنتاج الزراعي في المنطقة.
    •    تحسين مستوى معيشة السكان المحليين من خلال توفير فرص العمل.
    •    دعم الاقتصاد الوطني وتقليل معدلات البطالة.
    •    تعزيز الوعي بأهمية الزراعة المائية كمصدر مستدام للأمن الغذائي.

مميزات المشروع
    •    القدرة على زراعة محاصيل طوال العام دون الاعتماد على المواسم.
    •    توفير المياه والحد من استهلاكها في منطقة تعاني من الجفاف.
    •    سهولة التوسع في المشروع وتحقيق عوائد استثمارية عالية.
    •    ملاءمة الزراعة المائية للظروف البيئية الصعبة في البادية الوسطى.

الخلاصة

تُعد الزراعة المائية مشروعاً رائداً يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في منطقة البادية الوسطى، ليس فقط من حيث تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بل أيضاً في تعزيز الاستدامة البيئية. إن الاستثمار في هذا المجال يُشكل دعوة جادة لردم فجوة التهميش التي عانت منها المنطقة لسنوات طويلة، ولبناء مستقبل أفضل يستفيد منه الجميع.

إن هذه المشاريع ليست مجرد فرصة اقتصادية، بل هي أيضاً خطوة نحو تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز قدراتها، وتحقيق رؤية تنموية شاملة تتجاوز الحدود التقليدية للزراعة.

مواضيع قد تعجبك