نحن نزهو بالأردن وساماً يرصع الصدور، ونتوشح بإسم عبدالله الثاني عباءة مجد وكرامة، و نرفع صورته البهيه عنواناً وتاجاً، وبقلوب يملؤها صدق الانتماء للوطن، أرضاً وهويةً ورسالة، ونفوساً تنتخي بالعزم القادم إلينا من عزم القائد وولي عهده وهمتهم الوضاءه، وبفكر يستنهض فينا الزمان العظيم، ليُعيد صياغة التاريخ للأردُن أرض أحرار الامة، ومشاع الكرامة والعزة، لوطناً يحتضن حلمنا وأملنا ومستقبلنا الراشد، مقدّمين عباءة محبةٍ وولاءٍ وانتماء للهاشميين سادة الحق على مر العصور.
بهدوءه المعتاد، وبحكمة وتروّي رغم كل الضجيج الذي يُثار، يُقفل الملك اليوم الباب أمام كل من يحاول أن يغتال شخصية الوطن، ويعطي درساً في "الوطنية الحقيقية" لكل المتاجرين بها، وأسكت "شذّاذ الأفق" الذين كانوا يعتقدون أنه بوسع كائن من كان كسر صورة هذه البلاد التي علّمت الكثير معنى "الحكمة والصمود".
كأنه الأمير عبدالله الجَد، في جَدّه وملامحه ومبسمه، وكأنه الحسين، بتواضع الأب وإنسانيته وروح القيادة فيه، فهي ذات المدرسة؛ مدرسة الحُكم والحِكمة، وارثي الجوهرتين؛ النسب والسلالة.
علينا أن نقرأ ضمن قراءات إعلامية وسياسية واكبت تحركات الملك الدبلوماسية والسياسية، خلال أعوام خلت، حدثت فيها الكثير من الأحداث أظهرت حكمة وبعد نظر جلالة الملك الذي نحب، لتشكّل مؤسسة الحُكم الضامن الأبرز والثقة المُطلقة، في قيادته لسفينة الوطن، وسط مختلف الظروف والعوامل المحلية والإقليمية.
جلالة الملك، وفي كافة المحافل؛ قائداً ناضجاً في عيون السياسيين، ورفيقاً للسلاح في عيون العسكريين، وطموحاً مثابراً في رؤية الشباب، شبيه أبيه، ووريث خطى أجداده وإرثهم، الذي عنوانه الابرز "الأردن ثم الأردن ثم الأردن".
جلالة الملك، يجلس مع عسكره وجيشها على الأرض مستظلين بدبابة ما زال غبار القدس يفوح على جنباتها، تمتد مائدة عسكر الدروع على صناديق الذخيرة؛ قلاية بندورة ومفركة بيض وخبز وشاي، والأهم من ذلك كُله، الملك إذ يشارك رفاق السلاح وقد إكتسى الشعر واللحى بالشيب ولكن بذات الوقت فاضت القلوب نقاء وبياض، من شدّة الوقار، واعتلى الشماغ رؤوسهم بدلا من خوذ الدبابات، ويتسامرون فيما بينهم ويستذكرون حكايات الزمن الجميل، وقصص وروايات الكتيبة من تعبٍ وفيض حياة، وجوه الزملاء متعبه وقد طوى عليها الزمن. دروع ولاسلكي وصيانة وقيادة وعمليات، كلهم يجتمعون في ظِل الملك.
"لا يوجد ما هو أصفى من قلوب العسكر عاملين ومتقاعدين، يتوقون ويشتاقون للبس الفوتيك، في حضرة قائد الوطن، لم يتغيّر، يذكر الأسماء ويستمع لهم بلا حجاب وبلا برتوكولات، لأنهم النبض الحقيقي والصادق للشعب، بلا مجاملات وبكل صراحة يشتكون ويمزحون معه، فمهما تتباعد السنون، فالملك لا ينسى الخبز والملح والوفاء لعسكره وجُنده".
"طوبى للعسكر وللكتائب، ولطهر أياديهم وهم الأوفى للتراب وللفوتيك ولرائحة الوطن التي لم تغادرهم، والسلام على الملك بين جنده، يرفع ألوية النصر، ويسلّم الرايات لتبقّى خفاقة عالية".
اليوم، وبعد أن مررنا عبر تاريخنا بأزمات كثيرة مماثله لما نمر به اليوم وتجاوزناها بحمد الله وصلابة القيادة وإلتفاف الشعب حول راية الملك، نحن على الحافة إن جاز التعبير، وعلينا أن نتحوط ونحتاط وأن نحصن بلدنا وشعبنا الواحد ومن شتى المنابت والأصول بوحدة وطنية راسخة ورأي وموقف موحدين، وهذا يتطلب مبادرات وقرارات إستثنائية تحاكي ظروفنا الراهنة، من كل رجالات الدولة الحاليين والسابقين ومن أكرمتهم الدولة بأن منحتهم ألقاب ورُتب، ليساندوا بذلك جهود جلالة الملك أعانه الله ويكونوا عونا للوطن وللمواطن في هذه الظروف الإستثنائية غير العادية.
أردنُ يا موطن الخلود والجدود والفخار، يا ملاحم الثوار والأغوار، يا اقحوان النشامى، يا ميلاد الحرية يا حبنا وعزمنا وأغاريدنا، في هذا اليوم وفي هذا المساء الطيب من مساءات الوطن الحبيب، نؤكد عشقنا وانتماءنا ونحكي اغاريدنا على أشرعة الحب والشوق، فان عطشتِ وكان الماء ممتنعا، فلتشربي من دموع العين يا بلدي، وإذا سقطت على درب الهوى قطعاً، أوصيك أوصيك بالاردن يا ولدي، كل عام وأنت بألف خير سيدي، وكل عام وأنت الخير لكل عام، حفظك الله بحفظه وأدام مُلكك وزادك في الحكمة وفصل الخطاب، مُدافعاً عن وطننا وأمنه في كل مكان وزمان.
حمى الله الأردن شعبا وأرضا وقيادة، وسياجنا قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وعاشت فلسطين حرة عربية والمجد للشهداء.