*
السبت: 15 فبراير 2025
  • 14 فبراير 2025
  • 19:41
الجيش العربي ويوم الوفاء سجل حافل بالبذل والعطاء من الألف إلى الياء
الكاتب: العميد المتقاعد شاكر محمد خليفات

كعادته دائما صادقاً مؤمناً ، شجاعاً مقداماً ، حمل رسالة الوطن والأمه بشرف وأمانه ، لم يرتجف يوما ولم يتردد ساعة ، ولم يتخاذل لحظة ، أدّى الواجب الوطني والقومي على أكمل وجه واتم صوره ، في كل الظروف والاحوال ، الصعب منها و المستحيل .

كان في الطليعه كلما دقت ساعة الحق
ودنت لحظة المواجهه ، على الرغم من عظم المسؤوليه وكبر حجم التضحيات ، فاهدى للوطن والامه قوافل تترى من الشهداء دفاعاً عن الحق والكرامه ، من غير مناً ولا أذى ، لم يبتغي الا رضا الله وعز الوطن والأمه .

آمن بوطنه فكان صادق الأنتماء ، وآمن بقيادته الهاشمية الشجاعه فكان صادق الولاء ، وآمن بعروبته فكان صوت الحق وسوطه في زمن القهر والاستبداد .

وقف في وجه المد الاسود وكسر شوكة الصلف والغرور للجيش الأسرائيلي وقاتل باستماته لم يشهد لها التاريخ العسكري مثيلا فكانت معركة الكرامه الخالده نصرا عزيزاً كريماً مبيناً.

قاتل الجيش العربي مدافعاً عن قضايا الأمه ، ففي فلسطين خاض على أرضها أكثر من أربعين معركه ، عبر تاريخ الصراع العربي الٕاسرائيلي وروّى بدمائه الزكيه ثرى فلسطين الحبيبه في كل المواقع والأماكن ، على اسوار القدس الشريف وفي باب الواد واللطرون ونابلس وطول كرم والخليل ورام الله وغيرها . وكتب بدماء ابنائه للتاريخ اسفاراً من المجد والعز ولشهدائه قصص وحكايات شاهدة على الفداء والتضحيات .

وعلى ارض سوريا الشقيقه قاتل مستميتاً مدافعاً عن حمى دمشق الحبيبه في حرب تشرين المجيده تحت أسوأ الاحوال والظروف وانجز واجبه القومي بكل شرف وأمانه ، وساند الأشقاء في عُمان وفي العراق وفي اليمن وفي لبنان كلما دعت الحاجه واشتد الكرب .

يأبى الجيش العربي إلا أن يكون وفياً لأبنائه المتقاعدين كما هو وفياً لوطنه وأمته فجعل يوم الخامس عشر من شهر شباط من كل عام يوما للوفاء يحمل بين ثناياه رمزية التكريم والتقدير لمن ساروا على درب البذل والعطاء والشهاده عبر مسيره الكفاح الطويل والبناء الشاق جيلا بعد جيل وعهدا بعد عهد الذين لم يبخلوا بدمائهم ولا بأرواحهم في سبيل رفعة الوطن ومجده ، ونحن ٕاذ نثمن هذا الحرص الدائم وذلك الإهتمام المستمر للمتقاعدين العسكريين لندعو الله العلي القدير أن يحفظ الوطن سالما غانما وان يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحه الأردنيه الباسله ذخرا وسندا للوطن والامه .

وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لسيدي صاحب الجلاله الهاشميه الملك عبدالله الثاني المفدى على حرصه الدائم على التواصل مع رفاق السلاح واهتمامه المستمر بكل قضاياهم والشكر موصول الى عطوفة رئيس هيئة الاركان المشتركه اللواء الركن يوسف الحنيطي على حرصه التام والاكيد على هذا التكريم السنوي الذي يحمل كل معاني الأحترام والتقدير والوفاء .
 

مواضيع قد تعجبك