*
الاثنين: 20 يناير 2025
ماذا بعد سجدة الشكر؟
  • 2024-09-22- 10:58

سجدت قيادات الحركة الأسلامية في صفوف متراصة  ، شكرا لله ،  فور إعلان النتائج ، التي بددت شكوكهم  ، و أبدلت خوفهم امنا ، بعدما احاط بالعملية الانتخابية من  ( هندسة للمشهد  ) كما يصفوها .

وفور سؤالهم عن تشكيل الحكومة،اجابوا :

( مخيبة للآمال ومخالفة لارادة الشارع…  ).

فهل زال تاثير نشوة الفوز ؟ ام عادت الجبهويون إلى طبعهم المتأصل ؟

النقد اللاذع سياسيا لا يعبر بالضرورة عن حالة من العداء ، فهو بالمقام الاول  محرك لجمهور النظارة الذي يراقب ما يجري في معترك العمل العام ،

 تماما كما يختار المعلق الرياضي تعابير توحى بمعركة حقيقية على ارض الملعب  فيختار لها اقوى التعابير المجازية : 

( مدفع يخترق الشباك ) ( قذائف اللاعبين تمطر خصومهم بالأجوان ….)

وهكذا تعمل آلة الإعلام على تسخين الاجواء في حالة من الترقب البصري و السمعي و التوتر العالي .

وقد يجوز للصحافة السياسية ما لا يجوز لغيرها  في تحفيز القارىء  ، كقولهم (الاخوان  تفتح النيران على حكومة حسان ، الجبهة تفتح جبهة و غير ذلك… ) 

وبعيدا عن الكناية و النكاية ، وبميزان اكثر موضوعية، لسياق التعليق كاني بكتلة العمل الإسلامي ،تعلن مضمارا للتحدي امام مجلس الوزراء الجديد   ، ابرزوا افضل ما لديكم ايها  السادة الوزراء لنصدق أداءكم ونغير توقعاتنا .

ربما يؤخذ على الجبهة  عدم التعمق في اسباب خيبة الامل عند عرضها موقفها من الحكومة إلا بعبارات موجزة ، لم تضع الإصبع على الجرح ، 

فمن هم وزراء التأزيم ، اين اخفقوا ، ما هي البدائل و الحلول التي توجب عليهم ان يختبروها   و لم يفعلوا ، حتى يكون النقد اكثر موضوعية ، وأبعد عن الجمل العامة ، فالتعمق يفتح آفاق التفكير لرجل الشارع في فهم مواطن الخلل وهذا حقه .

رغم ذلك كله يتمسك الجميع بالامل مع العمل ، فالطريق طويل ، وستبقى مساحات التعاون وتحقيق الاهداف اكبر بكثير من  العثرات و الهنات العابرة، لمن يريد الفوز بالاهداف الوطنية وهي مكاسب لكل اطراف المشهد  .

واختيار الجمل السياسية امر هيِّن امام اختبار الاحمال ،التي تعد عبئا على الجميع،  وهذا هو المحك ، في تحقيق طموح ملكي لأردن حديث يصل في نهاية المطاف لحكومة برلمانية بأعظم المكاسب للوطن ، وأقل الاخفاقات ، بعون الله.

إنا لا نضيع اجر من احسن عملا 

الكهف /٣٠

المحرر: المحامي عبد الكريم الكيلاني

مواضيع قد تعجبك