*
الاثنين: 20 يناير 2025
الغطرسة الإسرائيلية والمأمن من العقاب
  • 2024-06-03- 08:38

بتعمد واضح اقترافت دولة الكيان الإسرائيلي جريمتها البشعة بمذبحة مروعة ارتكبتها آلتها العسكرية في مخيم النازحين برفح من الباحثين عن لقمة عيش وشربة ماء وخيمة مأوى، وما أسالته من دموع غزيرة، وأحدثته من صدمة في نفوس الملايين، من حملة الضمائر الإنسانية.

 

    الجريمة جاءت بالتزامن مع صدور قرار محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية في العالم- المتضمن إدانة الكيان وضرورة وقفه الهجوم على رفح، لتقول لكل المعترضين والحالمين، بشيء من العدالة والإنصاف، أن لا شيء فوق نزعات ورغبات ونزوات قادتها ، بانتهاك حياة وأرواح البشر ، لانهم يعتقدون اننم في مأمن من العقاب، ولن تطاله يد العدالة بمختلف أشكالها ومسمياتها ومستوياتها.

 

    ما زالت الة البطش والقتل والتنكيل إسرائيلي تبيد- على مرأى ومسمع من العالمين- عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والحوامل وكبار السن والشباب والشيوخ، من أبناء الشعب الفلسطيني، ودمرت ما يزيد عن (٢٥٠ ألف) منزل، وأحرقت مخيمات النازحين وهدمت "٥٣" مستشفى وحولت كثيراً منها إلى مقابر جماعية لمئات الأبرياء، وتواصل إبادتها الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، بصورة غير مسبوقة من الوحشية والكبر والغطرسة والغرور والعنجهية، وكل تلك الفظائع، لم تحرك الضمير العالمي ، وما زالت بعض الدول  توفر للكيان الإسرائيلي الحماية والدعم والتبرير والغطاء السياسي والعسكري والدبلوماسي، وكل ما تحتاج إليه من أدوات ووسائل للتمادي في جرائمها.

 

   لم يعد يقض مضجع القاتل الإسرائيلي ، غير عمليات التصدي من المقاومة في الداخل الفلسطيني، وعمليات الدعم ، وكذلك مظاهرات واحتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، والاعتصامات المناهضة لمجازر الكيان في جامعات وشوارع الدول الغربية، وهي التي تغيب بشكل غريب ومريب في كثير من البلدان العربية والإسلامية مع أنها المعنية بالقضية الفلسطينية أكثر من الآخرين.

 

   اليوم وفي ظل غياب التضامن العربي الإسلامي المأمول، مع شعب فلسطين في محنته هذه ، تحضر بوضوح البصمة الغربية المساندة ، التي حوّلت بعض من الأنظمة وشعوبها، إلى مجرد دمى منزوعة الإرادة والقرار والهوية، لا تتحرك ولا تنبس ببنت شفة، إلا وفقا لأهواء وأوامر سادتها ، الذين جعلوا من أنفسهم وإمكانياتهم، رعاة أمناء للكيان الصهيوني، وحضنا دافئا للقتلة والمجرمين، من أبناء صهيون وعيونا ساهرة على حمايتهم، ولا ترى في جرائمهم، إلّا الجميل والإحسان.

 

والله ولي الصابرين

الكاتب: فيصل تايه

مواضيع قد تعجبك