من حق أي رئيس حكومة، أو مسؤول، أن يقول بما يخدم مصلحته ويكسب ثقة أكبر عدد من الناس، ولأن "رضا الناس غاية لا تدرك".
رئيس الوزراء جعفر حسان، يقول " هناك من نصحني بعدم رفع سقف التوقعات"، ويتساءل الرئيس : لماذا لا نرفع سقف التوقعات؟، فالأردن يستحق.
مَن مِن الأردنيين الغيورين على الوطن، يا دولة الرئيس، لا يريد أن يكون بلدنا يطاول أكبر الدول قوة وعلماً ورخاء واستقراراً، وأن لا يحتاج دولة شقيقة أو صديقة، إلا بما تتعامل به الدول من علاقات ومصالح متبادلة؟
ليس هذا موضوع حديثي، رغم أهمية ما تصبو اليه على الصعيد الشخصي، وما يجعلك أكثر رؤساء الوزراء الذين سبقوك، كسباً لثقة الشعب، مع أن ما من رئيس إلا وسعى لها، قولاً، لا فعلاً.
حديثي أيها الرئيس عن حقيبة الشباب، التي تحدثت عنها في خطاب الثقة وبعظمة لسانك:
"الحكومة ملتزمة بتحويل مراكز الشباب إلى مراكز تزخر بالبرامج التدريبية والتثقيفية التي تمكن شبابنا من تطوير مهاراتهم، وإثراء أوقاتهم، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية الوطنية، والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم في خدمة المجتمع." انتهى الاقتباس، لا بل ماورد أكثر وأشمل، وكان حال من " كبّر حجره" .. والبقية لدى من يعرف مَثَلُنا الشعبي.
ما أكثر الحديث عن الشباب، حكومات وأعيان ونواب وإعلام واكاديميون وكل مسؤول في قطاعات الدولة، كلهم يقولون الشباب الشباب، وهاهم الشباب أيها الرئيس " شوفة عينك"، بطالة وعطالة وتعاط لمهددات ومهدئات وتغريب في الثقافة والسلوك، حتى وصل بهم الخلاص إلى الانتحار، لأسباب نعرفها، وأُخرى لم نكشفها، بعد!.
وزارة الشباب، في حقيقتها، حقيبة ثقيلة، ولكن الحكومات استخفت بها عندما، جيء لها بأكثر من وزير ، وكانت الخدمة أشهراً، أو سنة، ثم يؤتى بآخر ، ليكون الترهل والتراجع على صعد العمل كافة،بما فيها البرامج التي بات لا أثر لها على أرض الواقع، وكيف إذا ما كان هناك ترهل إداري ، أو ترهل في الكفاءات؟!.
أما قولك عن المراكز الشبابية، فأهميتها كما يعرف الجميع، تكمن بوجودها في جميع أنحاء المملكة، وروادها -يفترض أن يكون لها رواد- من الفئات العمرية التي يتطلب رعايتها، رعاية حقيقية، فإن زيارة لكم يرافقكم بها وزير الشباب المتحمس إلى هذا العمل، ستريكم حجم التكاليف المادية والمعنوية والجهود، التي تحتاجها هذه المراكز وغيرها من مرافق، بعد أن أصابها الوهن وغياب المسؤولية، ولدى المقربين منها، ما يصعب الإفصاح عنه، وهو مؤلم.