*
الاثنين: 20 يناير 2025
الإدارة بين التوحش والترفق
  • 2024-11-16- 13:20

حلَّت فرق امانة عمان على اهلنا في مخيم المحطة باشد ما تقع  به المصائب .

 بعد عقود سبعة ، من السكن ، و العمل ، و التكاثر ، نزلت قرارات الاغلاق و التشميع و الإزالة  كارثة محققة  على رؤوس المواطنين القاطنين في المخيم  .

لن استطرد في شرح قانوني ، حول حماية الأوضاع الظاهرة ، و تطبيقاتها القانونية، و القضائية. فالآمنون في بيوتهم حتى أتاهم امر الإزالة بغتة ، لم يسعهم  إلا المطالبة بتعويض عادل ، ومهلة زمنية لتدبير مسكن يأوون اليه ، ازاء وطأة القرارات العاجلة .

جولات وحوارات مكثفة اجراها نواب  مع الاهالي  ، و المسؤولين لم تخل من التوتر لتدارك خطر محدق بعشرات العائلات ومئات المواطنين .

سيقت بعض المبررات، على لسان احد النواب ، بان الإزالة لها مسوغ ، فالطريق من مخيم المحطة ،  طريق حيوي لمرور  وفود ومواكب ، و ثمة من القى حجرا … صرخ احد المواطنين لم يحصل ، ليرد  عليه النائب، كلامك مردود عليك ، فلا احد يمكنه الجزم بان الحادثة لم تحصل وانا رايت أحجارا تلقى   ، وتبقى القصة مفتوحة على كل الاحتمالات .

انتهى الجدال حول مصير الحجر وتمخض الحوار   ،  حسبما أُعلن  ، عن إقرار الامانة باخطاء حصلت ، وتمديد المهلة ، والاستعداد لتعويض الملاك من اصحاب المساكن و المحلات تحت صيغة التبرع  ، بعدما كان مبدا التعويض مرفوضا من جانب الامانة .

في قضية  المحطة ،  لم يخل جدل المواطنين مع موظفي الامانة ، من  استشهاد  بموقف حكومة سابقة ، أوقفت قرارا   متعلقا بهدم بالمساكن ، وهو شاهد مهم ، على ضرورة ( عقلنة المدخلات وانسنة المخرجات )  اقتبسته من محاضرة لرئيس وزراء اسبق  ، في واحدة من خبراته بالحكم ، 

الخلاصة ، الادارة صاحبة الخيار بين التوحش او الترفق  ،وليكن في حسبانها ان  توحشها  يجلب النقم ، ويسلب النعم ، و ترفقها يبيد النقم و يديم النعم .
سواء صحت رواية القاء الحجر او لم تصح ، وسواء عرفنا من القى الحجر ام لم نعرف .

الكاتب: المحامي عبد الكريم الكيلاني

مواضيع قد تعجبك