*
الخميس: 30 يناير 2025
  • 29 يناير 2025
  • 10:19
السياسات الأميركية القادمة
الكاتب: أ.د. أمين المشاقبة


يمر العالم بمرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض إذ لديه استراتيجية عالمية واضحة تستند الى مبدأ اعادة اميركا قوية، واميركا أولاً، بمعنى أن المصالح الأميركية تتقدم على كل اعتبار حتى الحلفاء الأساسيون لديهم مخاوف من هذه المرحلة. اعادة النظر في الاقتصاد الاميركي، وجلب الاستثمارات الخارجية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، ووقف الحروب على مستوى العالم من اوكرانيا، الشرق الأوسط، ليبيا السودان، واعادة التعامل مع الملف الإيراني، والعلاقات الاميركية–الصينية، ويعتمد الاسلوب على التعامل المباشر بوضو? دون مخادعة، ترامب رجل أعمال وتاجر ويؤمن بالصفقات على اساس الكل رابح، ترامب رفض الاقرار بالهزيمة عام 2020 ولا زال يقول انه زور ضده.

ويقول البرفيسور دان ماك ادمز انه شخص نرجسي، مقاتل لا يتراجع ولا يعترف بالهزيمة، وشخصية هي النوع ESTP وهم اشخاص مبتهجون، ملموسون مفكرون متجددون، ثقة عالية بالنفس، التصميم على المغامرات، وتفضيل للمكاسب ونزعة الجدل والتسلط، انهم طموحون ومن الممكن التصرف بتهور، هذه الشخصية التي سيتعامل معها العالم والشرق الاوسط في قادم السنوات الاربع ما لم يحدث شيء ما.

لديه رؤية لحل الصراع في الشرق الأوسط وهي ما سمي بصفقة القرن، السلام الاقتصادي والدفع نحو الاتفاقات الابراهيمية وتوسيع حالة التطبيع مع سبع دول عربية منها المملكة العربية السعودية وغيرها، وله رؤية لم تتبلور بعد في موضوع حل القضية الفلسطينية على اساس دولة ناقصة السيادة وقريبة من الحكم الذاتي منزوعة السلاح على اجزاء محددة من الضفة الغربية..

في قادم الاشهر سيسقط اليمين المتطرف في اسرائيل وينتهي الحكم المُتطرف على الأراضي المحتلة وهنا ستأتي قيادة اكثر اعتدالاً ومن هنا يجب على المستوى العربي استغلال المتغيرات القادمة والبناء على رؤية ترامب للحصول على مكاسب تخدم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتتطلب المرحلة وجود قيادة فلسطينية تتحد فيها كل الفصائل وانهاء الانشقاق الفلسطيني وتقديم مقترحات تتناسب مع شخصية ترامب واشعاره بأنه حقق ما لم يحققه الآخرون، اعتقد جازماً اننا كعرب بحاجة الى استراتجية جديدة، وافكار تنعكس على المصالح العربية وخصوصاً القضية ا?فلسطينية، علينا الاستدارة العملية الواقعية لأن الرياح القادمة شديدة تصل لدرجة الاعصار.

مواضيع قد تعجبك