- غزة، الجغرافيا التي تحمل في طياتها الكثير من الصمود والتحديات، تقف اليوم أمام مرحلة جديدة بعد إعلان الهدنة. هذه المرحلة، التي شكلت نصرًا لإرادة لم تُكسر، تأتي محملة بالعديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في هذا المقال، سنستعرض أهم هذه التحديات التي تواجه غزة ما بعد النصر، ونسلط الضوء على العقبات التي يجب تجاوزها لتحقيق استقرار دائم وإعادة إعمار مستدام.
- الاعلان عن الهدنة في غزة ، شكل نصر ارادة لم تكسر ، واهداف وضعتها اسرائيل جزء كبير في حرب الإبادة لم يتحقق . الصفقة التي سيتم البدء بتطبيقها الأسبوع القادم تعاني من وجود شكوك حول صدق نوايا الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بتنفيذ التزاماتها ، ويتزامن ذلك مع ربط شرعية الصفقة بمصادقة مجلس الوزراء الاسرائيلي عليها ، بمعنى انه لا يمكن الوثوق باسرائيل بالمطلق ، وهذا يشكل تحديا كبيرا ، يضاف إلى ذلك المعوقات التي ستضعها اسرائيل لادخال المساعدات الدولية إلى غزة ، وكذلك صلاحياتها باستخدام القوة للرد على اي خطر محتمل تراه هي على جنودها .
- التحدي الاهم ، اليوم التالي لغزة بعد وقف الحرب ، وهو الجانب السياسي المعقد ، خاصة وان اسرائيل تطرح سيناريو حكم غزة واستبعاد السلطة الفلسطينية وحركة حماس من الحكم ، وهذا السيناريو يخالف الطرح الامريكي الذي يركز على تولي السلطة الفلسطينية الحكم في غزة ودعوة جهات دوليه والأمم المتحدة لبناء مؤسسات جديدة وقوة امنية، واهمية توحيد الضفة الغربية وغزة ، والقاسم المشترك بين الطرحين ابعاد حركة حماس عن حكم غزة ، وعلى ارض الواقع لا يمكن إقصاء حماس في غزة ، وهي معضلة سياسية، قد تؤثر على اعادة إعمار غزة وتمويل ذلك .
- التحدي المهم ، اعادة إعمار غزة ، وهذا يعتمد على حجم التمويل المالي وهناك تفاوت في تقدير حجم التمويل الضخم ، وكذلك الجهات التي قد تقدم مثل هذا، ومدى موافقتها او رفضها فيمن يحكم غزة ، يضاف إلى مدة الاعمار التي تقدر حسب مؤسسات دوليه ( ٧- ١٠ ) سنوات ، نظرا لحجم الأنقاض التي تقدر ( ٤٢) مليون طن وما يتعلق بها من قضايا فنية .
- بين الشكوك المحيطة بنوايا الحكومة الإسرائيلية والتحديات الداخلية المرتبطة بالحكم وإعادة الإعمار، تجد غزة نفسها في مواجهة مستقبل مليء بالتحديات. إلا أن الإرادة الصلبة والصمود الذي أظهرته غزة يمكن أن يكون دافعًا لتحقيق التحولات المنشودة. الأمل يظل موجودًا وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من بناء مستقبل أفضل لأجياله القادمة.