*
الاثنين: 20 يناير 2025
غزة الشهادة والحياة
  • 2025-01-16- 13:13

رغم كل الذي أقدم عليه العدو الصهيوني من جرائم لا يمكن وصفها بأي تعبير، سوى أنها قتل للنفس التي حرمها الله إلا بالحق، وإفساد في الارض، ولا أُبالغ في القول، إن اسرائيل قتلت كل نفس مخلوق على الكرة الأرضية، بمن فيها الذين دعموها، وإن إسرائيل ومن معها، أفسدوا الكون كله.


طوال ٤٦٧ يوماً، وإعلان الاتفاق على وقف الحرب الهمجية على غزة، ذرفتُ دمعتين، الأولى: كلما زفّت المقاومة خبراً بنصر لحظي، على العدو الاحتلالي، والثانية: وأنا أُشاهد فرح أطفال غزة وشبابها وشيبها يطفح على شاشة الجزيرة، احتفاء بالاتفاق الذي أُذعن له العدو صاغراً.


هذه الملحة الاستشهادية التي قدمتها المقاومة الباسلة،العابرة لكل الحروب، مدعومة ومسنودة بصمود أسطوري، قدمه شعب غزة، ولم يقدمه شعب من قبل، ملحمة تستحق أن تكون درساً للعالم،.


ملحمة ودرس، بأن لا قوة عسكرية تحسم الحرب، مهما امتلكت دولة أو جيش، من أسلحة الدمار الشامل، وحتى لو كان المقابل يقاتل بصدر عار ويملك الشهادة والإرادة، لأن النتيجة الحتمية ستنحاز لأهل الحق.


أما وقد انقسم العالم بقوته العسكرية قبل السياسية، بين داعم للإحتلال، وشعوب تندد بالإجرام الاسرائيلي،وبين الوقوف  إلى جانب شعب مقاوم، فإن على الدول المساندة للطغيان، وعلى رأسها أميركا، أن تستخلص العبرة، وتفكر بعقل المنطق لا بقوة الغطرسة، لتعمل مع دول العالم على إحلال السلام.


ليس من عدالة على الارض، أن تعيش شعوب بالرفاه والأمان، وشعوب تُذبح وتُشرّد وبلا مأوى في ظروف البّرد والحر ، وفي مقدمتها شعب يفترش أرضه ويلتحف سماءه!!.


وعندما يقول الرئيس المنتخب ترمب: إن الاتفاق لم يتم لولا انتصاره التاريخي - فوزه بالانتخابات-وإنه سيعمل على أن يعم السلام، وهذا ما تريده الشعوب الحرة، فما على ترمب إلا أن يترجم مقولته إلى فعل، وإلا فإن المنطقة ستكون في فوهة بركان، حممه على اسرائيل، مهما تلقت من دعم في السلاح والمال، فقد اعتادت هذه الأُمة على تقديم الشهداء، وفي استشهادهم حياة، لا يعرفها أعداؤها.


عاشت غزة وعاش كل من يؤمن بالحرية ويقف إلى جانب الحق، والزمان سيشهد، طال أمد الاحتلال أو قصر ، فكم من امبراطورية غابت شمسها.

المحرر: عبدالحافظ الهروط

مواضيع قد تعجبك