انه المحامي جيل دوفير، الذي انتفض من مدينة الانوار، حاملا مقلاعه وكنانته مصوبا سهام طلبات العدالة ضد جرائم قادة الاحتلال قرابة عقد ونيف .
بجسد نحيل وعزيمة لا تعرف الانكسار ، بدا دوفير الستيني البادي مثل مسن تجاوز عقده التاسع
وهو يعمل بلا كلل في سباق مع الزمن، امام بطء الاجراءات من جهة ، ونفوذ الخصم بل و استعماله كل الوسائل غير الشرعية، ولسان حال قادة الاحتلال يقول بصلف ، ارنا مذكرات الاعتقال جهرة ،وقد وصل بهم الحد الى انكار العدالة الدولية
وتهديد قضائها .
لم يترك دوفير في قضيته العادلة ثغرة فطالب اصدار مذكرات توقيف، عن جرائم، الابادة ، وجرائم ضد الانسانية، و جرائم الحرب ،وجرائم العدوان ، وتجويع السكان المحاصرين .
وحرص ان تكون الطلبات موثقة بجميع الادلة التي تدفع قضاة الجنائية الدولية لإجابة الطلبات باصدار مذكرات التوقيف .
كان دوفير يعلم ان مذكرات التوقيف سلاح ذو حدين ، لكن إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية، و حق المقاومة المشروع ، أكسبه الصلابة
لكي يخوض معركته القانونية وهو على ثقة بمشروعية الموقف الفلسطيني.
ومن البداية ادرك الابعاد القانونية لمذكرات التوقيف في دول الاتحاد الأوروبي ، و الدول الموقعة على نظام روما الأساسي،وذلك بالحيلولة دون وصول قادة الأحتلال إلى تلك الدول ، وان وصلوا ستكون مذكرات الاعتقال بإنتظارهم، ومن جهة اخرى تعرية الأنظمة التي تنادي باحترام حقوق الانسان على الورق ، وعبر ابواق الإعلام وتناهض العدالة الدولية على ارض الواقع.
عشرات المقابلات و اللقاءات حرص دوفير ان يجريها ، دون ان يكتفي بصورة الضحية في وجدانه ، بل يضعها عن يمينه وعن يساره ومن امامه و من خلفه ، ليقول للعالم ، هذه قضية جيل دوفير
الذي قال لابنه وهو على سرير المرض، و بعد صدور مذكرات توقيف قادة الاحتلال : الآن استطيع ان أموت قرير العين .
دوفير واحد من اولئك الصوفية العظام الذين أنجبتهم الحضارة الفرنسية لويس ماسينيون ، هنري كوربين و رينيه غينون و روجيه غارودي ،
وقد اختار ملحمته في العشق على طريقته، ونال ما أراده بعد ان مضى نصف عمره مجاهدا بقلمه الى ان حقق الانتصار .