*
الاثنين: 20 يناير 2025
فلسطيني من أصل فرنسي
  • 2024-11-28- 10:42

انه المحامي  جيل دوفير، الذي انتفض من مدينة الانوار، حاملا مقلاعه وكنانته  مصوبا  سهام طلبات العدالة ضد جرائم قادة الاحتلال قرابة عقد ونيف .
بجسد نحيل  وعزيمة لا تعرف الانكسار ، بدا  دوفير  الستيني البادي مثل مسن  تجاوز عقده التاسع 
وهو يعمل بلا كلل  في سباق مع الزمن، امام بطء الاجراءات من جهة ، ونفوذ الخصم بل و استعماله كل الوسائل غير الشرعية، ولسان حال قادة  الاحتلال يقول بصلف ، ارنا مذكرات الاعتقال جهرة ،وقد وصل بهم  الحد الى انكار العدالة الدولية 
وتهديد قضائها .


لم يترك  دوفير  في قضيته العادلة ثغرة  فطالب اصدار مذكرات توقيف، عن جرائم، الابادة ، وجرائم ضد الانسانية، و جرائم الحرب ،وجرائم العدوان ، وتجويع السكان المحاصرين .

وحرص ان تكون الطلبات موثقة بجميع الادلة التي تدفع  قضاة  الجنائية الدولية لإجابة الطلبات باصدار مذكرات التوقيف .

كان دوفير  يعلم ان مذكرات التوقيف سلاح ذو حدين ، لكن إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية، و حق المقاومة المشروع ، أكسبه الصلابة 
لكي يخوض معركته القانونية وهو على ثقة بمشروعية الموقف الفلسطيني.

ومن البداية ادرك الابعاد القانونية لمذكرات التوقيف في دول الاتحاد الأوروبي  ، و الدول الموقعة على نظام روما الأساسي،وذلك  بالحيلولة دون وصول قادة الأحتلال إلى تلك الدول ، وان وصلوا ستكون مذكرات الاعتقال بإنتظارهم، ومن جهة اخرى تعرية الأنظمة التي تنادي باحترام حقوق الانسان على الورق ، وعبر ابواق الإعلام وتناهض العدالة الدولية على ارض الواقع.

عشرات المقابلات و اللقاءات حرص دوفير  ان يجريها ، دون ان يكتفي  بصورة الضحية في وجدانه ، بل يضعها عن يمينه وعن يساره ومن امامه و من خلفه ، ليقول للعالم ، هذه قضية جيل دوفير 
الذي قال لابنه وهو على سرير المرض، و بعد صدور مذكرات توقيف قادة الاحتلال : الآن استطيع ان أموت قرير العين .
دوفير واحد من اولئك الصوفية العظام الذين أنجبتهم الحضارة الفرنسية لويس ماسينيون ، هنري كوربين و رينيه غينون  و روجيه غارودي ،
وقد اختار ملحمته في العشق على طريقته، ونال ما أراده بعد ان مضى نصف عمره مجاهدا بقلمه الى ان حقق الانتصار .

الكاتب: المحامي عبد الكريم الكيلاني

مواضيع قد تعجبك