انطلاقا من المواقف الهاشمية الراسخة التي لم تتغير عبر تاريخ الأردن المشرف من القضية الفلسطينية والتحذيرات المتكررة من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التي لم تلق أذانا مصغية حتى قادت المنطقة وفلسطين والعالم إلى ما هو عليه الآن، وها هو جلالة الملك من جديد أمام زعماء العالم في هيئة الأمم المتحدة يعلنها بكل صراحة أن العالم اجمع قد أثبت فشله السياسي في التعامل مع هذه القضية، وأن التاريخ سيكون شاهدا على هذه الفشل، وكذلك الشعوب التي طالما نادت بالسلام في كل أنحاء العالم.
وحتى يشعر زعماء العالم بمسؤولياتهم وتذكيرهم بأنه خلال مرور ربع قرن وجلالته يعلنها صرخة مدوية من منبر الجمعية العامة محذرا من تزايد الاضطرابات العالمية وتفاقم الأزمات الإنسانية التي تعصف بالمنطقة كلها وبالمجتمع الدولي لكن دون تحرك إيجابي وعملي وواقعي يسهم في حل المشكلة العظمى التي هي أساس الصراع الإقليمي، وهي القضية الفلسطينية والصراع الحد القائم في غزه وفلسطين، والعمل على حل الدولتين إنهاء لهذا الصراع الذي أخذ ينتشر في الإقليم انتشار النار في الهشيم .
وتحقيقا لذلك فإن جلالته قد لفت إلى أمر غاية في الأهمية يتمثل في أن العالم العربي قد مد يده لإسرائيل عبر مبادرة السلام التي تتضمن الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، لكن هذا الطرح كلن مقابل إشاعة السلام وحل الدولتين وإنهاء الصراع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكن هذا الخيار لقي رفضا مستمرا وعبر حكومات إسرائيلية متعاقبة حتى أدى هذا الى تفاقم الأمور وتزايد الوحشية في الحرب على غزة،
استمرارا لما تحمله الفلسطينيون خلال سبعة وخمسين عاما كانت مشبعة بالظلم والقهر والاضطهاد حتى تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء كلها ومن اللافت أيضا أن نشير إلى أن جلالته قد ربط هذا اللافت الإسرائيلي بأزمة كبيره تواجه الأمم المتحدة، وتضربها في صميم شرعيتها، ويسهم في انهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية، وهذه حقيقة ماثلة لا يمكن تجاهلها في ظل عدم استجابة الاحتلال الإسرائيلي لأية نداءات عالميه والاعتداء السافر على الملاجئ والمدارس والمؤسسات التي يرفع فوقها علم الأمم المتحدة في غزة، ومن هنا دعا جلالته إلى أنه تقوم الأمم المتحدة بمسؤولياتها من خلال إقناع العالم كله بأن جميع البشر متساوون في الحقوق والكرامة والقيمة وان جميع الدول متساوية في القانون وهذا وحده كاف لحل مشكلة الصراع القائم.
وأخيرا بين جلالته الحقوق التي يتمسك بها الأردن دون أن تخضع لأي تنازل بأن الأردن لن يكون وطنا بديلا لأحد فهذا لن يحدث، ولن يقبل الأردن فكرة التهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم، وبهذه الشمولية لخطاب جلالة الملك يجب ان يفهم العالم الثوابت الأردنية تجاه مشكلة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وموقف الأردن الثابت من حل الدولتين وإنهاء الصراع القائم حتى يهدأ الإقليم والعالم أجمع.
حفظ الله الأردن وقائده المفدى وولي عهده الأمين.