سجدت قيادات الحركة الأسلامية في صفوف متراصة ، شكرا لله ، فور إعلان النتائج ، التي بددت شكوكهم ، و أبدلت خوفهم امنا ، بعدما احاط بالعملية الانتخابية من ( هندسة للمشهد ) كما يصفوها .
وفور سؤالهم عن تشكيل الحكومة،اجابوا :
( مخيبة للآمال ومخالفة لارادة الشارع… ).
فهل زال تاثير نشوة الفوز ؟ ام عادت الجبهويون إلى طبعهم المتأصل ؟
النقد اللاذع سياسيا لا يعبر بالضرورة عن حالة من العداء ، فهو بالمقام الاول محرك لجمهور النظارة الذي يراقب ما يجري في معترك العمل العام ،
تماما كما يختار المعلق الرياضي تعابير توحى بمعركة حقيقية على ارض الملعب فيختار لها اقوى التعابير المجازية :
( مدفع يخترق الشباك ) ( قذائف اللاعبين تمطر خصومهم بالأجوان ….)
وهكذا تعمل آلة الإعلام على تسخين الاجواء في حالة من الترقب البصري و السمعي و التوتر العالي .
وقد يجوز للصحافة السياسية ما لا يجوز لغيرها في تحفيز القارىء ، كقولهم (الاخوان تفتح النيران على حكومة حسان ، الجبهة تفتح جبهة و غير ذلك… )
وبعيدا عن الكناية و النكاية ، وبميزان اكثر موضوعية، لسياق التعليق كاني بكتلة العمل الإسلامي ،تعلن مضمارا للتحدي امام مجلس الوزراء الجديد ، ابرزوا افضل ما لديكم ايها السادة الوزراء لنصدق أداءكم ونغير توقعاتنا .
ربما يؤخذ على الجبهة عدم التعمق في اسباب خيبة الامل عند عرضها موقفها من الحكومة إلا بعبارات موجزة ، لم تضع الإصبع على الجرح ،
فمن هم وزراء التأزيم ، اين اخفقوا ، ما هي البدائل و الحلول التي توجب عليهم ان يختبروها و لم يفعلوا ، حتى يكون النقد اكثر موضوعية ، وأبعد عن الجمل العامة ، فالتعمق يفتح آفاق التفكير لرجل الشارع في فهم مواطن الخلل وهذا حقه .
رغم ذلك كله يتمسك الجميع بالامل مع العمل ، فالطريق طويل ، وستبقى مساحات التعاون وتحقيق الاهداف اكبر بكثير من العثرات و الهنات العابرة، لمن يريد الفوز بالاهداف الوطنية وهي مكاسب لكل اطراف المشهد .
واختيار الجمل السياسية امر هيِّن امام اختبار الاحمال ،التي تعد عبئا على الجميع، وهذا هو المحك ، في تحقيق طموح ملكي لأردن حديث يصل في نهاية المطاف لحكومة برلمانية بأعظم المكاسب للوطن ، وأقل الاخفاقات ، بعون الله.
إنا لا نضيع اجر من احسن عملا
الكهف /٣٠