*
الاثنين: 20 يناير 2025
حكمة ملكية وجهود دبلوماسية أسهمت بإطفاء نيران غزة
  • 2025-01-16- 10:25

لم تكن الحرب في غزة مجرد صراع مسلح جديد يضاف إلى قائمة الأزمات المستمرة في المنطقة، بل كانت فصلا مأساويا آخر في معاناة الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي مخجل. وفي هذا المشهد القاتم، برز الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، كصوت للإنسانية وعقلانية السياسة، مسخرا كافة الإمكانات والجهود لإطفاء نيران الحرب وحماية الأشقاء الفلسطينيين من الكارثة.

منذ اندلاع الحرب، لم يقف الأردن متفرجا على مأساة غزة. وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، تحركت الدبلوماسية الأردنية على كافة الأصعدة. وكان الملك في طليعة القادة العرب الذين وجهوا رسائل حاسمة للمجتمع الدولي، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار وإنقاذ المدنيين. لم تكن هذه الجهود مجرد مبادرات بروتوكولية، بل عكست موقفا أخلاقيا وإنسانيا متجذرا في السياسة الأردنية.

وبإشراف مباشر من جلالته، عمل وزير الخارجية أيمن الصفدي ليلا ونهارا في المحافل الدولية، رافعا شعار الإنسانية أولا. ولم يترك الصفدي أي منصة دولية أو إقليمية إلا واستغلها للدفاع عن غزة وسكانها، مؤكدا أن الصمت تجاه هذه المأساة هو مشاركة في الجريمة.

في اجتماعاته مع نظرائه من وزراء الخارجية في العالم، كان الصفدي واضحا وصارما: العدوان على غزة ليس مجرد أزمة محلية، بل هو اختبار حقيقي لضمير المجتمع الدولي. ولم يكتف بالكلمات، بل طرح رؤى عملية تتضمن وقف إطلاق النار فورا، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، وضرورة رفع الحصار الذي يخنق القطاع منذ سنوات.

لم تقتصر الجهود الأردنية على الدبلوماسية فقط، بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني. فقد وجه جلالة الملك بتقديم مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة، تضمنت أدوية ومستلزمات طبية وفرقا طبية ميدانية. كما استمر المستشفى الميداني الأردني في القطاع بتقديم خدماته وسط ظروف غاية في الصعوبة، ليكون شاهدا حيا على التزام الأردن بدعم الأشقاء الفلسطينيين.

وفي اتصالاته مع قادة الدول الكبرى، شدد جلالة الملك على ضرورة اتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان. لم تكن رسائل الملك مجرد كلمات دبلوماسية، بل كانت تعبيرا عن غضب إنساني تجاه المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، وتحذيرا من أن استمرار الأزمة سيشعل المنطقة بأكملها.

إن ما يميز الموقف الأردني هو اتساقه مع مبادئه التاريخية. فالأردن لا يسعى لتحقيق مكاسب سياسية آنية، بل يعمل من منطلق إنساني وأخلاقي يرى أن نصرة الشعب الفلسطيني واجب لا يمكن التراجع عنه.

وسط كل هذه الجهود، بعث الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، رسالة أمل للشعب الفلسطيني: أنكم لستم وحدكم في هذه المعركة. وفي الوقت الذي تخبو فيه الأصوات الإنسانية في العالم، يظل صوت الأردن مرتفعا، مطالبا بالحق والعدل.

لقد أثبت الأردن مرة أخرى أن السياسة ليست فقط فن الممكن، بل هي أيضا فن الدفاع عن القيم الإنسانية. وسيبقى الأردن في الصفوف الأولى، داعما للأشقاء الفلسطينيين، ومدافعا عن حق الإنسان في الحياة بكرامة وسلام.

الكاتب:

مواضيع قد تعجبك