*
الاثنين: 20 يناير 2025
ارتد نظاراتك
  • 2024-11-20- 12:33

    ان طلبنا في ارتداء النظارات ليست نكرانا لشخصك او لضعف نظرك انما رغبة منا في رؤية عالم معالمه أوضح من الذي نعيشه. ولتحقيق المراد، على هذا الورق ان يشهد المعركة الأهم بين الحروف الناطقة بالوضوح و بين صور حفظها العقل في صميم خلاياه ـ وعن دورنا فاننا الحروف الناطقة وخصمها و البيداء الشاهدة ـ .

   في اي معركة ـ وان كانت بيداؤها ارض الشطرنج المربعة ـ، فعلينا رؤية مواضع ضربات الاهداف اولا. وفي التطبيق ترى الخصم في هية تحديدنا لشخصياتنا بالمجمل الذي يقتصر لانعكاسنا في المراة، ولانعكسانا في عيون الناس، والضربة الاستهلالية منّا هي قذيفة من نوع:  مالك لا تبصر لنفسك في انعكاس رفيقتنا نظارة الرؤية؟

صفارات الانذار في ارض الخصم تدوي، تناثرت القذيفة في شتى مربعات ارض الخصم، كل قذيفة تسأل الارض ـ بحيرة غامرة وبصيغة الطفل اللحلوح ـ من مثل: ماذا تعرفين؟ لماذا تعرفين هاتان دون تينك؟ ما الذي جعلك تعرفين وتختارين ميولك واهتمامك؟

و كلما سعت الارض لفتح فيهها اسكتتها القذيفة اللاحقة، ولسوء حظ الارض فان القذائف تحمل في جعبتها اصفادا لا تفتح الا اذا نطقت بالحق،

انّى للأرض ان تنطق بحقيقة لم يسعها ان تراها؟ ومع ذلك دفعت الرغبة بالصمود الارض بنيل شرف الاجابة، يقودها مبدأ رب رمية من غير رام، بدأت الارض بالاجابات الفارغة هواء تخسره في جوهر حاجته؛ من مثل : رغبت، وشعرت، ورأيت أن... . أنّ ماذا ؟

   في رغبتنا للبقاء اقوياء صائبي الرأي نؤخذ بالاثم، فلا نعرف ما نفعل بالخطوة اللاحقة كالغارق في اليم حائرا بلا مخرج، ووفقا لما هية شخصياتنا فان ثلّة منّا ستلجأ لاسلوب الطفل في الغرق ـ غرق صامت دون ازعاج احد ـ ،والباقي لا بد وان يصارع الغرق . الاخير هو من يرتدي النظارة، وان كان نحن -لاننا نربد الحق حقا في جل احواله -فسنقف، ونعترف صائحين بداخلنا باننا لسنا حصيلة انفسنا.

 نحن لسنا من نختار ان نوضع بالموقف و نواجهه، ولسنا ايضا ما يريده الناس ان نكون، نحن مرحلة التنقية نرى الناس ونسمعهم، نرى الظروف ونعايشها ونحللها، ثم نحدد ما نريده منها، وما يناسبنا، هذا ما ترينا اياه النظارة، حقيقة من نكون، حصيلة ما يدركه العقل لا الحواس.

    ختاما، لا احد صنع نفسه، بل اخترنا طريقة الصنع وحددناها وفق ما رأينا أننا خلقنا له، نحن ناتج بحور من المعادلات والاثباتات.

 ولا نقول ان رؤيتنا هي بوصلة لا تخطئ طريقها ابدا، فحتى البوصلة تتغير وتواكب، لكن على الاقل انت لن تتخذ قرار ارتداء النظارة الا وانت عرفت متجهات حياتك.

الكاتب: جود العجارمة

مواضيع قد تعجبك