في ذلك العام الكئيب،
كان ما كان ، وحصل ما حصل .
عادوا إلى وطنهم من وطنهم ، فاطلقنا عليهم ، الأردنيون الكوايتة، لاننا نحب العلامات الفارقة، ثم اصبحنا نختلف معهم حول صدام ، فقلنا انتم الكوايتة الاردنيون ، ثم عرفنا انهم اردنيون اردنيون ، لا فرق بيننا ولا علامات فارقة .
بين هذين القطرين العربيين مشتركات كثيرة، فالمجتمعان عشائريان و مدنيان ايضا ،
(جيشنا عربي ) ، وكِتَاب الكويت و مجلتها (العربي)، السيف و القلم ، عنوانان لمشترك كبير .
نجحت مؤسستا الحكم ، في دفع الطاقات لتحقيق التميز ، و التغلب على ضيق الجغرافيا برحابة الفكر و إعلاء قيم التحضر .
فالقيادتان، اتبعتا في أسلوب الحكم،
تقاليد ثبَّتت اركان الدولة ، فنأت بها عن الجنوح ، و مالت الكفة إلى اتزان القرار السياسي ، سعيا للأفضل دون كلل .
كلا الشعبين ادرك متطلبات ذلك، وان اللحاق بالقيادة الطموحة ، ضرورة ، لا تقف عند محاكاة الخبرات الناجحة ، لان الظروف تفرض التفوق .
اصبحت الدولتان أنموذجين في احتضان الكفاءات ، و تصدير الخبرات،
الكويت مشعل و الأردن منارة ،
بالأمس استقبل الملك ، صاحب السمو الشيخ مشعل ، و كلمة (التقارب ) لا تنصف هذا اللقاء ، لان اتساع الرؤية تتلاشى فيه المسافة ، عند قيادتي الحكمة في المنطقة تواجهان الخطر المحدق ،،،
ماذا بعد ؟
الغد هو ما بعد ، وان الغد قريب لناظره .