ما إن تسمع صوت سهام وصفاء وسناء الثلاثي المرح حتى تحيط البهجة بكل مكان فقط كانوا لغة الصباح من حيث لا تدري، أصواتهن التي تشبه زقزقة العصافير وغناء حساسين ، تعرفها حينما يردد الراديو أو التليفزيون ''أهو جه يا ولاد''.وهي أغنية رمضانية جميلة وهذا الصباح
سمعت أغنية قديمة للثلاثي المرح وهي تقول أسعد يوم يوم إلي تعارفنا ذاك اليوم مثلا أبد ما شفنا من روح روينا من زهر الهوى جنينا وأغنية على نور العين ماسيني يا قمر دي حلاوة الزين شوكلاطة وعين جمل . ورجعت لي لأيام مضت كانت الأذاعة الأردنية تقدم تلك الأغاني الصباحية الجميلة والتي دخلت وجدان كل أردني فالصبح يصحو نتجه لمحرك الراديو هنا عمان بعد أن يطبق الليل جناحيه وتهمس الزهور للطيور ويفيض الصبح جمالاً ونشاط من الثلاثي المرح إلى حبيبي حب هالديرة وهواها وخصب جبالها وزرقة سماها وأنا قلبي متيم بهواها أحب الصيف فيها والشتا جبل عجلون ناداها وعشقها ومن الدحنون زينها بلحقها وأغنية لا أذكر أسمها يقول يصف فيها المطرب خيرات البلاد من تين خضاري وسوادي ويدخل علينا وديع الصافي بجنات ع مد النظر ونهاوند اللبنانية يا فجر لما يطل وأم كلثوم يا صباح الخير يلي معاها وعبد الحليم بنسيم الفجرية بيهفهف حواليه وسعاد هاشم والله لأتبع محبوبي ومحمد جمال على ذرى أردننا الخصيب ومحلا الداروالديرة ونبع الفوار ونسم علينا الهوى لفيروز طل وسألني أجا نيسان والبنت دي قامت تعجن بالفجرية وانا متكية ع بابي مرقت نحلة بكير ونجاح سلام بالسلامة تروح وترجع بالسلامة وهنا يأخذني الحنين لصبح كان يفيض أنهارا لصبح يعشق الحياة وراديو وموجة وحيدة هي أذاعة عمان تدخلنا لفجر حلو لرائحة اللزاب والصنوبر لموسيقى تبهجنا ولحن يمتعنا وصوت جميل نفهم كلماته لصوت ينتشر مع النور الله كم كان صباح اليوم جميلاً عندما هبت على ذاكرتي رياح الذكريات في وقت تزاحم الفضائيات وأذاعات FM.ولنرجع للثلاثي المرح .....تلك الفرقة التي بدأت في الخمسينيات واشتهرت على يد الملحن ''علي اسماعيل''، قبل ظهور فرقة ''ثلاثي أضواء المسرح''، لون جديد من الغناء يظهر، ثلاثة فتيات يغنون ببرنامج للهواة على الراديو، ويقدمن بعدها في الإذاعة ليحصلوا على الإجازة بالغناء، ويتبنى موهبتهن ''علي اسماعيل''، المرح البادي عليهن، صورتهن بالفساتين الكلاسيكية، توضح ذلك، وسماهن الملحن ''الثلاثي المرح''.
كُنّ كالفاكهة المُلونة، استعان بهن عدد من الفرق الموسيقية والمطربين، منهم ''عبد الحليم حافظ'' في أغنية ''ضحك ولعب وجد وحب''، ليضفن عليها جو من الحيوية والسرور، تعاونوا أيضًا مع فرقة رضا الشعبية، وأضيف لرصيدهم استعراض ''حلاوة شمسنا''.توجوا على مملكة أغاني المناسبات، أكثر من أغنية عن شهر رمضان، ظلوا يقاوموا الزمن حتى الآن، ''سبحة رمضان''، ''وحوي يا وحوي''، ''افرحوا يا بنات''، والأشهر ''أهو جه يا ولاد''، التي تمت إذاعتها عام 1959، حيث تحمس لها الموسيقي ''محمد حسن الشجاعي''، والذي أشرف على الإنتاج الإذاعي في ذلك الوقت، وهو من اختار للأغنية الثلاثي، فقد ارتأى أنه لا يصلح لغنائها شخص واحد، قبل أن يغنوا لمناسبات عدة كعيد الأم، وبناء السد العالي.إ ذا قررت السماع لهن، لن يكن بوسعك سوى الابتسام من رنة أصواتهن، أغانيهم التي امتلأت بالبهجة، وامتنعوا عن ذكر الحزن، من أشهر أغانيهم كانت ''العتبة جزاز''، ''مانتاش خيالي يا وله''، ''هنا مقص وهنا مقص''،ومن التراث الاردني جواالدار للفنان توفيق النمري لحن وشعر و''البحر بيضحك ليه''.كعادة الزمن، لم يترك الثلاث فتيات على حالهن، تقدم الملحن أحمد فؤاد حسن لخطبة سهام توفيق، واتخذت قرارها بالاعتزال، سرعان ما تفرقت الفرقة، وتزوجت سناء الباروني، وصفاء لطفي وبقيت من ذكراهن أغاني مبهجة وذكرى جميلة لزمن جميل .