*
الثلاثاء: 11 فبراير 2025
  • 10 فبراير 2025
  • 19:34
السردية الأردنية في الإعلام العربي والعالمي !
الكاتب: حمزة السحيمات

أذكر أنه في عام 2014، تم تداول معلومات في ذلك الوقت حول إنشاء محطة إعلامية أردنية تنافس قنوات مثل الجزيرة والعربية وغيرها. وفي عام 2015، وصدر القرار بإنشاء محطة كنواة لمنظمة إعلام عام مستقل، من خلال خدمة عامة تحت اسم "المملكة"، وذلك بموجب نظام خاص. ولكن تحولت الفكرة من محطة تنافس وتصنع الأخبار من وجهة نظر أردنية وتصديرها للإقليم وللعالم إلى محطة تنافس التلفزيون الأردني والقنوات الأردنية الخاصة.
ما دفعني لكتابة هذه المقدمة هو أن ما أرغب بطرحه اليوم ليس بجديد، بل تم طرحه منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن؛ ورغم أهميته، فإنه لم يتحقق حتى يومنا هذا.

إن الأردن، وبحكم موقعه الجيوسياسي ودوره الفاعل في قضايا المنطقة، يحتاج إلى إعلام قادر على التأثير وصياغة المواقف، وليس مجرد اعلام ناقل للأحداث. فقنواتنا المحلية تقتصر تغطياتها على أخبار الثلوج، وتعطيل المدارس، ومواسم الانتخابات، والمؤتمرات الحكومية، وبعض البرنامج السياسية والخدمية، بينما تبقى غائبة أو متأخرة عن القضايا المصيرية التي تستوجب موقفاً وطنياً واضحاً. 
فالإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الخبر، بل هو أداة لتعزيز الهوية الوطنية، والتأثير في الرأي العام، وصياغة الخطاب السياسي والثقافي للدولة. فكيف يمكن للأردن أن يحمي مصالحه ويقدّم وجهة نظره إلى العالم إذا كان لا يملك منصة إعلامية كبرى، فضلاً عن أن إعلامه المحلي وكما ذكرت اعلاه لا يزال متقوقعاً داخل دائرة التغطيات التقليدية والمحدودة؟

نحن اليوم نعيش في عصر الإعلام الرقمي المتسارع، الذي باتت الدول تدرك أهمية امتلاك منصات إعلامية تعكس رؤاها، وتقدم سردياتها الخاصة للعالم وليس للداخل المحلي فقط. وهنا يفرض السؤال نفسهُ: أما آن الأوان لمنصة إعلامية أردنية تعبّر عن السردية الأردنية، وتنقل الأخبار الإقليمية والدولية من منظور أردني خالص إلى العالم؟

نعم، نحن بحاجة إلى منصة إعلامية حديثة، تواكب التحولات الرقمية، وتُدار بكفاءات تمتلك الوعي السياسي والإعلامي، وتعمل وفق رؤية وطنية واضحة. منصة لا تكتفي برد الفعل، بل تصنع المحتوى، وتقدّم خطاباً إعلامياً منافساً، يعكس حقيقة الموقف الأردني بعيداً عن التشويه أو التجاهل الذي تمارسه بعض المنصات الإقليمية والدولية. وأدرك أننا جميعاً متابعون ومسؤولون نعلم أهمية ذلك، لكننا بحاجة إلى ارادة سياسية قادرة على تبني هذا المسار، والبدء بتنفيذه. وهنا، أقترح أن يكون هناك مشاركة من القطاع الخاص في تأسيس هذه المنصة الإعلامية، لكي تعطيها القوة والاستمرارية وتخرجنا من دوامة البيروقراطية الحكومية وتسلطها.
لقد آن الأوان لإعلام يعكس الأردن بحجمه الحقيقي وتاريخه الحافل بالإنجازات في كافة المجالات.

مواضيع قد تعجبك