بقلم : فيصل تايه ..
هم من يدعون انهم أبطال الخلاص الإنساني، وحماة الحقوق والحريات، وحملة مشروع الحضارة، وخلاصة نهضة وتقدم المجتمعات الإنسانية، لكن كل ما في الأمر، أنهم تصنَّعوا ذلك الدور، وقدموا أنفسهم من خلال ماكينتهم الإعلامية الضخمة،لذي اجتهدت “الافلام السينمائية” في تقديمه، وفق أعلى المواصفات والمعايير المثالية، كما أسهم الإعلام التابع للتسويق والترويج لذلك التضليل والخداع، الذي استهدف الوعي الجمعي للشعوب، وتمكَّن من صناعة وتوجيه الرأي العام الجماهيري، فيما يصب في مصلحهم ، ويجمِّل صورتهم ويبرر دورهم في الماضي والحاضر والمستقبل .
لن يتورع حامل ما يسمى "المشروع الحضاري" وسيد هيمنة القطب الواحد، وصانع السياسة العالمية، وبيضة ميزان التوازانات والتحالفات والاستقطابات الدولية عن الدعوة العلنية لتوجه عالمي عام يعبر عن الحرية على طريقته المفروضة بالإرغام ، ولن يبالي بخروجه عن إطار اللياقة الدبلوماسية، ومزاعم حياده السياسي الأبوي، ليعلن انحيازه المقيت فكرا وسلوكا، مؤكدا تعصبه الكامل للعدو الإسرائيلي الغاصب وشراكته المطلقة لكيان العدو الصهيوني في حرب الإبادة الشاملة، وكل المجازر الجماعية المروعة وجرائم القتل والدمار والمحو الممنهج بحق المدنيين الأبرياء العزل، من أبناء قطاع غزة والضفةالغربية .
لم ولن يكفّ عن ممارسة أصلف الأدوار السياسية، ولن يستحي من القيام بابشع مظاهر الابتزاز، ، علاوة على عدم تحرجه عن ممارسة اسوأ مظاهر السلوك الاستعماري والصلف والعنجهية الإمبريالية، حين يعطي ما لا يملك، لمن لا يستحق، ليهب الجولان السوري للكيان الإسرائيلي الغاصب، ويعلن القدس عاصمة له بقرار سياسي مذيل بتوقيعه، مجسدا أدوار ومواقف التسلط الاستعماري، علاوة على ما تحمله شخصيته من الكم الهائل من التعالي والنرجسية اللامتناهية .
واخر بطولاته "الخطوة المشؤومة" باعلانه بالسعي لترحيل اهل غزة من ارضهم ، وتناسى ان ذلك مساس بحق القضية الفلسطينية ومصادرة لحق الشعب الفلسطيني أرضا وإنسانا ، اذ تاتي هذه الخطوة في سياق المؤامرات في المنطقة لصالح المحتل الغاصب لبوصلة المسلمين الأولى وتأتى ضمن مخطط "وعد بلفور" فمن لا يملك يعطي من لا يستحق .
“هذا التصريح” المشؤوم الذي تسعى إدارته للترويج له على أنها خطة لتحقيق السلام في المنطقة وعلى انه خطوة مؤقته لحين إكمال الاعمار ، بينما كشفت في الحقيقة عن أنها مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية واسقاط حقوق الشعب الفلسطيني.
اليوم ندعو أبناء الامة العربية للتعبير عن رفضهم لهذه الممارسات التآمرية بكل الوسائل المتاحة واللقاءات والندوات، كما وندعو الكتاب والصحفيين العرب بكشف النقاب عن مزاعم هذا السلام الزائف ، وتعرية كل من يرحب بهذه الطروحات ، فهي جهات لا تمثل إلا نفسها ، ويجب ان تتحمل مسؤولية تبعات تمرير المشاريع الصهيونية في المنطقة العربية.
والله ولي الصابربن