من الجنوب، ومن قلب محافظة الكرك الحبيبة، بدأت رحلتي الإعلامية، وكان لإذاعة الأمن العام الأردنية الفضل الكبير في تطوير مهاراتي وقدراتي. فقد كانت هذه الإذاعة بمثابة بوابة تفتح لي آفاقًا جديدة في عالم الإعلام، نقطة انطلاق أساسية لمسيرتي المهنية. بفضلها، كنت قادرة على الارتقاء بمستوى خبرتي الإعلامية من خلال العمل على برامج تتناول قضايا الوطن والمجتمع، وهو ما منحني الفرصة للربط المباشر بين المواطن وجهاز الأمن العام.
إذاعة الأمن العام، التي افتتحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ليست مجرد صوت في الأثير، بل هي ركن أساسي من أركان جهاز الأمن العام، وتتبع لمديرية الإعلام والشرطة المجتمعية، التي تحمل رؤية منظومة إعلام واتصال خلاقة تُعزز الأمن في المجتمع. تعمل الإذاعة كجزء من مديرية متخصصة في إنتاج الرسائل الإعلامية الهادفة وتعزيز الشراكة المجتمعية والتوجيه المعنوي وفقًا لأفضل الممارسات الحديثة.
طوال السنوات، كان لي الشرف أن أكون جزءًا من هذه المسيرة الإعلامية عبر تقديم برامج متنوعة مثل “ميادين الدرك”، الذي كان يُسلط الضوء على الدور البطولي لرجال الدرك في الحفاظ على أمن الوطن، وبرنامج “الأمن والمجتمع” الذي كان يعالج قضايا مهمة تتعلق بالأمن الاجتماعي بطريقة قريبة إلى قلوب الناس. ولا ننسى برامج “أحلى مسا” و“محلى الدار”التي كانت دائمًا تخلط بين الترفيه والأهداف التوعوية، وبرامج مثل “من ملفات التحقيق” و“ملفات أمنية” التي سلطت الضوء على جوانب مختلفة من الجهود الأمنية التي تُبذل لضمان الاستقرار والسلام في وطننا الحبيب.
رسالة إذاعة الأمن العام الأردنية تعكس التزامها الراسخ بالمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال الإعلام، وفتح قنوات تواصل دائمة بين جهاز الأمن العام والمجتمع، مما يرسخ مفهوم الشراكة الحقيقية التي تُسهم في بناء مجتمع آمن ومستقر. لقد استطاعت هذه الإذاعة، بفضل دعم ورعاية قيادة جهاز الأمن العام، أن تصبح منبرًا يعكس الرسالة السامية للأمن والسلام، ويعزز الروابط الوطنية بين أفراد المجتمع، لتكون مرجعية إعلامية تلامس وجدان كل أردني.
في عيد ميلادها، أرفع أسمى آيات التهنئة إلى إذاعة الأمن العام الأردنية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. كل عام وهذه الإذاعة مصدر إلهام، وكل عام وهي تواصل رسالتها الهادفة في تعزيز الأمن والوعي بين المواطنين، تحت ظل القيادة الهاشمية الرشيدة.