يبدو أن الرهان على نسخة أخرى من الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ولايته الثانية، في غير محله.. فترمب هو ترمب سواء أكان في ولاية أولى أم غيرها.
فالرجل مضت الأيام الأولى من رئاسته وكأنها سنوات، بما غيرته اوامره التنفذية التي باشر بها، ومست حياة الأميركيين مباشرة، سواء تلك المتعلقة بالهجرة أم حق الجنسية بالولادة وليس انتهاء بسعيه إلى ضم كندا وبنما، وحتى غرينلاند.. والانسحاب من منظمة الصحة، وأمره البارز بوقف المساعدات الخارجية لمدة 3 أشهر حتى مراجعة إذا ماكانت تتسق مع السياسة الخارجية الأميركية.
هذا هو بعض مما يعد به ترمب بعصر ذهبي، وهو ذهبي بالنسبة لأميركا، ولمن انتخبوه، أما بالنسبة للعالم وإن بدا أن أميركا تريد الانسحاب من مشاكل العالم، ولن تتدخل إلا بحدود مصالحها، وفق ما قال وزير الخارجية الجديد، إلا أن أميركا شاءت أم أبت حاضرة في كل تفاصيل العالم!.
ما يعنينا من مقاربات ترمب بأنه يريد إنهاء الحروب في العالم، والرجل يتحدث بإيجابية عن الازدهار والاقتصاد، لأميركا وعن السلام للعالم.
ورأينا أولى مقارباته بوقف حرب غزة، وسعيه إلى إنهاء حرب أوكرانيا، ولكن في غزة تحديدا تحدث ترمب عن موقع وجغرافيا واستثمارات.. ونأمل أن يكون المقصود هو إمكانية إعمارها بأهلها لا حديث مشاريع تهجير جديدة.
وأيضا، نأمل بمقاربة جديدة للضفة الغربية، والانتهاكات الاسرائيلية المتصاعدة بها، خاصة حرب إسرائيل على مخيم جنين، فهناك حرب أيضا يشنها نتنياهو بعدما تكبلت يداه في غزة.
رغم أنه من الباكر تقييم توجهات ترمب في رئاسته الجديدة، إلا أن كثرة التصريحات والأوامر تشي بأن الرجل شديد الوفاء هذه المرة، وأكثر إلى شعاره أميركا أولا، وهذا حقه.. ولكن أميركا ليست بلدا ناميا، أو دولة من العالم الثالث وهذه المفارقة، فهي إمبراطورية نعيش نحن في هذا العالم عصرها، ولا يمكن لها أن تتصرف كدولة عادية وهي تنتشر عسكريا واقتصاديا، واعلاميا، في أدواتها بكل تفاصيل حياة هذا العالم.
إنه هذه المرة، عصر ترمب، والبدايات تؤشر بعض طمأنينة، وكثيرا من القلق!.