*
الخميس: 23 يناير 2025
  • 22 يناير 2025
  • 21:40
الأردن المعجزة يستحق الثقة
الكاتب: د محمد العزة

 

النشأة و البدايات لمسيرة الاردن من عهد بزوغ فجر  تأسيس الإمارة إلى لحظة سطوع شمس استقلال المملكة الأردنية حتى يومنا هذا  ، تاريخ حافل بسجل الأحداث و التحديات والصعوبات و النجاحات و الإخفاقات و المخاطر  يستحق أن يدرس و يروى بسردية و رواية  عنوانها حكاية الاردن المعجزة ، التي تجلت فوق مساحة صغيرة في حجمها ،شحيحة في مواردها ، أثبتت لاحقا أنها كبيرة بأهلها و رجالها ، الذين أمنوا بقيادتهم الهاشمية و قدراتهم في حمل أمانة مسؤوليتهم وتسخير خبراتهم و طاقاتهم و قبولهم التحدي لوضع أساسات أركان دولة و البناء عليها ليغدو بنيانا و إنجازا قام على الإيمان و الاخلاص و العمل الذي لا يعرف الملل أو الكلل أو الفشل  ، يحذوهم الامل بوطن اردني قوي البنى جسدا  عروبي الهوى فكرا و روحا، مستقرا و واحة أمن و آمان و عنوانا لجميع أبناء الأمة العربية الذين جاؤوا و لجؤوا له و استقروا فيه، لينصهروا و يتحدوا معا في بوتقة واحدة تفتقت عنها عبقرية الهندسة و الانشاء لشكل الكيان و صياغة دستوره و هيكلة مؤسساته و اقامة عاصمته عمان و شقيقاتها من المدن والمحافظات ، من ثم اثبات حضوره بما عرف عنه من ديناميكية الديبلوماسية الوازنة المعتدلة مع الجميع في علاقاتها  خارج حدوده كمحور اساسي في التفاعل و المشاركة في اي معادلة للحل تتعلق بملفات و قضايا منطقته العربية ، في ظل أجواء شبه مستحيلة و احداث ملتهبة محيطة به لا تشجع على الاستقرار ، لكنها إرادة الله ثم إرادة جميع الأردنيين وعزيمة الاصرار بأن يصنعوا المعجزة ، و ليكون الاردن في موقعه الجيوسياسي الهام  نموذج إلهام و محط أنظار و أحترام من جميع  دول العالم ، الذي لم يكن إلا عن ثقة بأن الله اذا اراد أمرا قال له كن فيكون ، و الثقة بوحدة شعبه و تماسك جبهته الداخلية ضد اعداء الداخل و الخارج الذي لم و لن يتوانوا في إشعال الشرر والفتن لاضعافها وتحقيق اهدافهم ولكن ندعو الله أن يبقى الأردن مستودع الحكمة والرشاد العقلانية بقيادته الحكيمة القادرة على استيعاب ظروف كل مرحلة ومتطلباتها والتعامل معها بما يلزم للبقاء على ارضية الثبات والحفاظ على بوصلة الأهداف وأولها بقاء الأردن صخرة تتكسر عليها اطماع الإدارات العابرة لاعداء هذا الوطن وهذه الأمة من داخلها او خارجها وإن يبقى سندا قويا لتوأمه في الروح والجسد فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وهذا لن يكون الا بأردن قوي سياسيا اقتصاديا  ، و هنا وجب التطرق إلى اخر استطلاع للرأي الصادر عن مركز الدراسات و الاستشارات السياسية و الاستراتيجية التابع للجامعة الأردنية الذي يقول فيه أن 79٪ من الأردنيين لا يثقون ببعضهم البعض ، وقد يكون رقما لمؤشر خطير في القراءة ، لكننا على ثقة أنها قراءة عابرة مثل القراءات التي تعطيها أجهزة  الضغط أو السكري التي تصيب الفرد كعارض عابر جراء انفعاله و تفاعله مع كم الاخبار المعروض على شاشات التلفزة التي تقلل من الحركة و تقلصها احيانا  و تستهدف الأعصاب احيانا اخرى ، أو جراء ضغوطات ارتفاع الاسعار تارة على شكل فواتير أو دواجن و لحوم وتارة سلة الفواكه و الخضار و تارة طاقة أو ضعف الرقابة على التجار ، تجار الدين و السياسة و تجار الشعارات بالقضايا الوطنية و المشاريع الاقتصادية وفي ذيل القائمة تجار قوت المواطن من المواد الغذائية و التموينية.
الخلاصة في هذه المقال و هي رسالة :
ثقة الأردني في دولته و وطنه و قيادته الهاشمية من الثوابت و ما نراه و نعيشه من مرحلة التحديث و مساراته و التأكيد على ميدانية النهج للحكومة في عملها بعد غياب الحكومات السابقة عنه ماهي الا إشارة إلى متطلبات المرحلة من جدية في  الاستدارة إلى ملفاته الداخلية لأجل صيانة العلاقة و الثقة مابين الحكومة و المواطن و السعي لتحسين ظروف معيشته  الذي لن يتردد أن يدفع الثمن روحه في السبيل الدفاع عن وطنه و صون كرامته مهما تراكمت الملفات و مزاودة الرهانات ،  لنعمل على تجاوزها و تعميق الايمان بالمعجزة الأردنية  لأن البدايات تلهمنا أن الله حفظ هذا الوطن طوال هذا الزمن من التهديدات الخارجية و الأزمات الداخلية و سخر له شعبا في الشدائد يقف موحدا متخندقا في الوقفات و الساحات خلف قيادة تعهدت بأن يظل عزيزا كريما مستقرا آمنا مطمئنا ، و هذا مصدر ثقتنا و لن نخذله و لن يخذلنا.

مواضيع قد تعجبك