*
الاربعاء: 22 يناير 2025
  • 21 يناير 2025
  • 17:47
الوصمة تقتل: كيف ندعم مرضى الإيدز بإنسانيتنا؟
الكاتب: تهاني روحي
https://khaberni.com/news/690596

تعد الوصمة المجتمعية واحدة من أكثر التحديات تعقيدًا التي تواجه مرضى الإيدز، حيث تشكل حاجزًا نفسيًا واجتماعيًا يعوق حصولهم على الخدمات الصحية المناسبة واندماجهم في المجتمع. تتجلى هذه الوصمة في الأحكام المسبقة، والمواقف السلبية، والسلوكيات التمييزية التي تُمارس ضد المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، مما يؤدي إلى تعميق معاناتهم وزيادة التحديات التي يواجهونها.
على الرغم من التقدم الكبير في مجال العلاجات الحديثة التي تمكن المرضى من العيش حياة طبيعية، إلا أن الوصمة الاجتماعية تظل عقبة رئيسية أمام تحسين جودة حياتهم. وفي حديث مع المتعايشين مع مرض نقص المناعة وهم من فئات مختلفة ( امرأتين اصيبتا من ازواجهن، وشاب من والدته، وشاب آخر) في مقابلة نظمتها "سواعد التغيير لتمكين المجتمع"  أكد العديد من المصابين بالخوف من الإفصاح عن حالتهم الصحية، نتيجة مخاوفهم من الرفض أو التمييز في العمل أو العلاقات الاجتماعية. كما أن غياب الوعي العلمي ووجود الشائعات المغلوطة أسمهما كثيرا بحسب قولهم في تعزيز هذه الوصمة، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
وتعد محاولات الاعلام خجولة والمجتمع االمدني المعني بالتوعية في تعزيز الوعي المجتمعي حول طبيعة مرض الإيدز وكيفية انتقاله. وبالاضافة الى ضرورة مشاركة وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في نشر قصص إيجابية لأشخاص تحدوا الوصمة وحققوا النجاح في حياتهم، حيث انها مثل تلهم المجتمع لتبني مواقف أكثر تفهمًا وتعاطفًا. الا ان الأمر يتطلب إدماج التوعية بالحقوق الصحية والاجتماعية للمصابين في المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية. فالتعليم يلعب دورًا محوريًا في كسر الحواجز العلمية والثقافية، وتشجيع الحوار المفتوح حول الصحة الإنجابية، وتعزيز المساواة. كما أن تعزيز دور القادة الدينيين والمجتمعيين يمكن أن يسهم في تغيير المواقف السلبية، خاصة وأن الأديان تدعو إلى التعاطف والرحمة وتقديم الدعم للمحتاجين.
ختامًا، القضاء على الوصمة المجتمعية لمرضى الإيدز ليس مجرد مسؤولية فردية، بل هو واجب جماعي يتطلب تكاتف الجهود بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومات. من خلال تعزيز التوعية، ودعم التشريعات التي تحمي حقوق المصابين، ونشر قصص النجاح، يمكننا بناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة، حيث يتمتع الجميع بفرصة متساوية للعيش بكرامة وصحة وسعادة.

مواضيع قد تعجبك