أيها السائر في دهاليز الحياة، يا من تحمل على كتفيك أعباء الحلم ومرارة الواقع، هل فكرت يوماً أن سر التوازن يكمن في أن تكون قلبك طفلاً وعقلك رجلاً؟ أن تجمع بين عفوية البدايات وحكمة النهايات؟
القلب حين يشيخ، يخسر دهشته، ويصبح نبضه مجرد إيقاع مملّ، لكن الطفل داخلك يرى في كل زاوية مغامرة، وفي كل سقطة درساً، وفي كل غيمة صورة لا تنتهي. أما عقلك، فهو الذي يعلمك أن الأحلام ليست للركض خلفها كالأوهام، بل للبناء فوقها جسوراً من واقع.
تأمل العالم من حولك. انظر كيف يفقد الناس بهجتهم لأنهم قتَلوا الطفل في صدورهم، أو كيف يهلكون لأنهم أطلقوا عقولهم دون كوابح الحكمة. الحياة ليست صراعاً بين القلب والعقل، بل سيمفونية تناغم بينهما.
اجعل قلبك كالقمر، يضيء في عتمة اليأس، واجعل عقلك كالشمس، يُنير الحقائق ويُبدد الأوهام. عش كأنك في رقصة بين الطفل الذي لا يعرف المستحيل والرجل الذي يعرف أن الأحلام تُنحت بالصبر والجهد.
وهنا اقول في وقفة تأمل:
"أن تبني قلباً نابضاً بالدهشة، وعقلاً واعياً باليقين، هو سر الحياة المتوازنة. الطفل في داخلك هو الحلم، والرجل الذي أصبحت هو الطريق إليه. سر في دربك بقلبٍ يندهش كأنه يكتشف الكون لأول مرة، وعقلٍ يخطو بثبات وكأنه يملك مفاتيحه."
فهكذا تكون الحياة جديرة بأن تُعاش.