خبرني - عقد متحف الأردن العضو المؤسس لجمعية المتاحف الاردنية واللجنة الوطنية الأردنية للمتاحف (ICOM-Jo) المنبثقة من مجلس المتاحف العالمي (ICOM International)، ورشة عمل بعنوان:-

"تدمير المتاحف ومعالم التراث والارث الحضاري الفلسطيني في غزة، الحماية وإعادة البناء"

وذلك في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الموافق 7/3/2024 في قاعة المحاضرات والندوات/متحف الأردن. وقد شارك في الندوة المجلس العالمي للمتاحف ممثلا برئيسته (من فرنسا) والمجلس العربي للمتاحف ممثلا برئيسه (من المغرب)  والعديد من الخبراء المعنيين بقطاع المتاحف والتراث من غزة وفلسطين والدول العربية الشقيقة وخبراء في الحفاظ على التراث ومن جمهورية روسيا الاتحادية عبر تقنية التواصل المرئي وبحضورٍ وجاهي لنخبة من المعنيين بالمحافظة على الآثار وحمايتها وأساتذة القانون الدولي وممثلين عن المؤسسات الأكاديمية العلمية والبحثية والمهنية والهندسية والاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني في الأردن، بحضور مندوبي الهيئات الرسمية المعنية.  

وتضمن برنامج الورشة المحاور التالية:

- أهمية المتاحف في توثيق التراث الحضاري وتعميق الانتماء الوطني

- الوضع الحالي للتراث في فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)

- الأوضاع الحالية في متاحف قطاع غزة

- التدريب وبناء القدرات، الإعمار وإعادة البناء

وكان لرئيسة مجلس المتاحف العالمي ICOM International الدكتورة إيما ناردي كلمة افتتاحية لأعمال الورشة دعت فيها إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في غزة والمناطق المنكوبة حسب الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية للمحافظة على المواقع الأثرية والتراثية والمتاحف والمراكز التعليمية في حالات الحرب. 

بدأت أعمال الورشة بالتعريف بالمشاركين حيث قدم الدكتور يوشع العمري مدير الشؤون الفنية في متحف الأردن منسق أعمال الورشة تعريفا بأهداف الورشة والحضور.

وقد رحب المهندس ايهاب عمارين مدير عام متحف الأردن، نائب سمو رئيسة منظمة المتاحف الأردنية ICOM-JO ، رئيس جمعية المتاحف الأردنية، بالضيوف المشاركين بالورشة وأشار عطوفته لاهمية ودور المتاحف والموروث الحضاري في بناء روح الانتماء للأرض، وهذا ما تحاول سلطات الاحتلال تدميره.

كما اشار إلى أهمية هذه الورشة من الجانب الإنساني للانطلاق نحو المحافظة على الهوية الغزية التي يشكلها إرث القطاع والذي تعرض لكمية هائلة من الدمار والسرقة والضياع مشيراً إلى أنه من المؤمل ان تشكل التوصيات التي ستتبناها هذه الورشة ستشكل بداية لعمليات شراكة استراتيجية مع الجهات المهتمة والجهات المانحة لإعادة بناء ما لحق به الدمار من المتاحف والتي أشار إليها الزملاء الحضور من غزة ورام الله داعياً المولى عز وجل أن تشهد الأيام المقبلة نهاية لأعمال العدوان على غزة وأن تتكلل جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والمملكة الأردنية الهاشمية والمساعي الخيرة الداعية لوقف العدوان بالنجاح سيما ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك.

تلى الخوض في محاور الورشة نقاش مفتوح أشار خلاله الحضور الى أهمية المحافظة على التراث والموروث الحضاري على ارض فلسطين وضرورة مد يد العون والمساعدة من اجل انقاذ متاحف قطاع غزة والحفاظ عليها  للمساهمة في تعريف الأجيال الحالية والقادمة من أبناء فلسطين بالتاريخ والفلكلور والتراث الفلسطيني.

كما ناقش الحضور أيضا إمكانية إعادة اعمار ما تهدم من مباني تاريخية ومواقع اثرية منها ما هو مسجل على لائحة التراث العالمي التي كان على سلطات الاحتلال عدم التعرض لها او تدميرها، وقد تم التطرق الى الدور الذي تقوم به نقابة المهندسين الاردنيين في هذا السياق. كما ناقش الحضور أيضا ما يجب اتخاذه من خطوات لاستعادة ما تم نهبه من قطع اثرية وتاريخية وسبل اجبار سلطات الاحتلال على اعادتها ومنع تسرب هذه القطع الاثرية الى الأسواق الإسرائيلية والعالمية وهواة جمع القطع الاثرية بالإضافة الى تحميل سلطات الاحتلال المسؤولية القانونية عما لحق بالموروث الحضاري الفلسطيني من تدمير ونهب.

كما اتفق الحضور على متابعة مخرجات هذه الورشة والعمل على تنفيذ كافة التوصيات والتدخل فورا وذلك من خلال التواصل مع كافة الجهات المعنية كل حسب اختصاصه، بالشراكة مع الخبراء الأردنيين والدوليين، عند وقف إطلاق النار من اجل مساعدة اهل غزة على انقاذ المتاحف والمجموعات المتحفية التي تعرضت للتدمير والتخريب.

وقد اعرب المشاركون جميعا عن تقديرهم لهذه المبادرة غير المسبوقة التي قام بها متحف الأردن واملهم وتمنياتهم لمتحف الأردن بالنجاح في متابعة هذه الجهود. كما تقدم الزملاء المشاركون من قطاع غزة بالشكر الجزيل للمملكة الأردنية الهاشمية قيادة وشعبا وجيشا على وقوفهم مع الاهل في فلسطين منذ بداية هذه الحرب وقيادة الأردن الجهود من اجل كسر الحصار الظالم الذي تفرضه سلطات الاحتلال على اهلنا في غزة. وسيتم العمل على متابعة توصيات هذه الورشة لترجمتها إلى برامج عمل تنفيذية سيتم عرضها على المشاركين من خلال جلسة تشاورية لاحقة سيتم عقدها قريباً، وكما اشادت ادارة المتحف بجهود الحضور المتميز في إنجاح أعمال هذه الورشة والذي ينطلق من ثوابت الدولة الأردنية ومواقفها تجاه الأهل في فلسطين المحتلة والحراك السياسي الكبير الذي يقوده جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.