*
الاربعاء: 22 يناير 2025
  • 01 أيار 2024
  • 16:57
نظرة الغرب للجنوب العالمي: بين التقسيم والتعصب

خبرني – رصد

يعيش العالم في حقبة تميزت بتعقيدات سياسية واقتصادية وثقافية متشابكة، تمثلت بحدوث عدة ظواهر أبرزها تعمّق نظرة الغرب للجنوب العالمي وخاصة الدول الإسلامية.

وقد أدت هذه النظرة إلى تعمق الفجوات وتأزم العلاقات بين الشرق والغرب، لتخلق حالة جديدة تعيد حالة الاستعمار في القرون الماضية، بصورة جديدة.

تاريخياً، يقول محللون، تعود نظرة الغرب للجنوب العالمي والدول الإسلامية إلى العديد من العوامل، منها التاريخ الاستعماري والتفاعل الثقافي المعقد.

وفي ظل التطورات السياسية والاقتصادية المعاصرة، أصبحت الصورة المستمدة من الغرب عن الجنوب العالمي والإسلام فيه مركبة ومتشعبة.
فالكتلة البشرية الهائلة، إلى جانب الثروات الطبيعية في الجنوب العالمي، دفعت الولايات المتحدة والدول الغربية للنظر لدول الجنوب على أنها مصدر تهديد لها.

وقد أدت هذه الصورة، إلى وقوع العديد من دول الجنوب لمحاولات تقسيم وتفتيت لهياكلها وتمزيق وحدتها الوطنية، سواء من خلال التدخل الخارجي أو عبر الصراعات الداخلية.

وقد لعب الغرب على ورقة الصراعات الداخلية بشكل كبير، مع زرع منظمات إرهابية، وربطها بالإسلام، جعلت من الطائفية عبئا على الدول التي تتمتع بوجود تنوّع ديني فيها.

وقد نجحت كل هذه المحاولات بخلق تهديد للسلم والاستقرار في المنطقة، وأضعفت قدرات عالم الجنوب على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

ويعتبر ربط الإسلام بالإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه العالم اليوم، حيث يؤثر هذا الارتباط السلبي على العلاقات الدولية والتعاون الدولي، مع استغلال الغرب هذا الارتباط لتبرير سياساتهم العدائية والعدمية تجاه العالم الإسلامي، مما يزيد من التوترات والصراعات.

وما زاد الوضع سوءا، هو اشتغال الدول الغربية على هذه الصورة، للتبرير للرأي العام المحلي في هذه الدول على أن وجودها في الجنوب العالمي هو للقضاء على هذا الإرهاب، في حين أن الهدف المعلن أبعد من ذلك.

ولتجاوز هذه التحديات، حري على المجتمع الدولي العمل معًا على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان، بحيث يتجنب العالم الغربي التعصب والتحيز في تقييمه للعالم الإسلامي، واستغلال لتنوع الثقافي والديني والتعايش السلمي بين الشعوب كمصدر قوة في تحقيق السلام والازدهار العالمي.

 

مواضيع قد تعجبك