يُعتبر زيت الزيتون من أهم الزيوت النباتية المستخدمة في الطهي والتجميل والعناية بالصحة، والذي يتميز بلونه الذهبي ورائحته العطرة ومذاقه الفريد، بالإضافة إلى فوائده الصحية العديدة التي جعلته عنصرًا أساسيًا في العديد من الحضارات والثقافات، يتم استخراجه من ثمار شجرة الزيتون عن طريق عصرها، وتختلف جودة الزيت الناتج حسب طريقة العصر وظروف تخزين الزيتون.
ويُعد زيت الزيتون البكر الممتاز هو أعلى أنواع زيت الزيتون جودة، ويتم استخراجه من الزيتون الطازج دون تسخينه أو معالجته كيميائيًا، ويتميز بطعمه الفريد ورائحته القوية، وهناك زيت الزيتون البكر، وهو شبيه للزيت البكر الممتاز، ولكنه قد يكون أقل جودة قليلاً بسبب بعض العيوب في الطعم أو الرائحة، كما يوجد زيت الزيتون المكرر والذي يتم تصنيعه من خلال عملية تكرير لإزالة الروائح والألوان غير المرغوبة، مما يجعله عديم الطعم والرائحة.
يتميز زيت الزيتون بتركيبة غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، ومضادات الأكسدة، وفيتامين هـ، وهي عناصر أساسية لصحة الجسم، والتي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول الضار وزيادة الكولسترول الجيد، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، كما أن مركبات الفينول الموجودة في زيت الزيتون قد تساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان.
ويستخدم زيت الزيتون منذ القدم للعناية بالبشرة والشعر، ويدخل في العديد من منتجات العناية بالبشرة، مثل المرطبات والكريمات، فهو مرطب طبيعي، ويحتوي على فيتامين ك الذي يلعب دورًا هامًا في تحسين صحة العظام، ويستعمل زيت الزيتون على نطاق واسع في في الطهي بأشكال مختلفة، سواء كان قليًا أو تحميصًا أو كصلصة للسلطات، بالإضافة إلى استخدامه في تدليك الجسم للاسترخاء وتخفيف التوتر.
زيت الزيتون له تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حيث ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالحضارات القديمة، وكان له مكانة خاصة في ثقافات مختلفة، ويُعتقد أنه نشأ في حوض البحر الأبيض المتوسط، خاصة في سوريا، والتي تُعتبر من أقدم المناطق التي زُرعت فيها أشجار الزيتون، ووجدت أدلة أثرية تشير إلى ذلك، وفلسطين والتي كانت من أهم مراكز زراعة الزيتون في العصور القديمة، ولا تزال تنتج زيت زيتون عالي الجودة حتى اليوم.
وتتمتع تركيا بتاريخ طويل في زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، كما ارتبطت شجرة الزيتون بالحضارة اليونانية القديمة، وكانت رمزًا للسلام والخصوبة، كما تُعد إيطاليا من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، ولها تاريخ طويل في زراعتها واستخدامها.
ويعود تاريخ استخدام زيت الزيتون إلى آلاف السنين قبل الميلاد، فقد استخدمه الإنسان القديم في النظام الغذائي ولعلاج الجروح والحروق، وكان له مكانة خاصة في الطب الشعبي، واُستخدم للعناية بالبشرة والشعر، وكان مكونًا أساسيًا في العديد من مستحضرات التجميل، كما كان يستعمل في مصابيح الزيت لإضاءة المنازل.
فضلا عن ذلك، ذُكر زيت الزيتون في الكتب السماوية كرمز للبركة والطهارة، ولا يزال يحتفظ بمكانته المميزة حتى الآن، فهو يعتبر كنز طبيعي وله العديد من الفوائد الصحية، كما أنه يستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية ومستحضرات التجميل.
استخدامات زيت الزيتون
يستخدم زيت الزيتون في طرق متنوعة، مثل القلي والتحميص والخبز، حيث يضيف طعمه الغني نكهة مميزة للأطباق.
زيت الزيتون هو المكون الأساسي للعديد من الصلصات، مثل صلصة البلسميك وزيت الزيتون، والتي تستخدم لتتبيل السلطات والخضروات.
-
يضاف إلى عجينة الخبز لجعلها أكثر رطوبة ولذيذة.
-
يدخل في تحضير بعض الحلويات في مناطق البحر الأبيض المتوسط.
-
يعمل كمرطب طبيعي للبشرة، حيث يساعد على الاحتفاظ بالرطوبة ويمنع الجفاف.
-
يحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على محاربة علامات الشيخوخة، مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة.
-
يساعد على تسريع عملية التئام الجروح والحروق الصغيرة.
-
يعمل زيت الزيتون كمزيل مكياج طبيعي وفعال.
-
يغذي الشعر ويجعله أكثر لمعانًا ونعومة، ويساعد على تقوية بصيلات الشعر ويمنع تساقطه.
-
يستخدم في التدليك للاسترخاء وتخفيف التوتر، ويدخل في صناعة الصابون والشامبو ومنتجات التجميل الأخرى.
التفرقة بين زيت الزيتون الاصلي والتقليد
يوجد العديد من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها تمييز زيت الزيتون الأصلي عن التقليد، وتشمل:
-
يمتلك زيت الزيتون الأصلي لونه مائلًا إلى الأخضر عند استخراجه حديثًا، ثم يتحول تدريجيًا إلى الأصفر الذهبي، أما الزيت التقليد، فقد يكون لونه أفتح أو أكثر قتامة.
-
يتميز زيت الزيتون الأصلي برائحة قوية ومميزة تشبه رائحة الزيتون الطازج، أما الزيت التقليد، فرائحته قد تكون خفيفة أو غير محددة، وقد تحتوي على روائح غريبة.
-
زيت الزيتون الأصلي له طعم حار قليلاً ومرارة خفيفة، وهذه المرارة دليل على جودته، بينما يمتلك الزيت التقليد، طعم خفيف وقد يحتوي على طعم غير محبب.
-
زيت الزيتون الأصلي أكثر لزوجة من الزيوت النباتية الأخرى، ويمكنك ملاحظة ذلك عند سكبه، كما أنه أثقل من الماء، لذلك يغوص عند وضعه في الماء.
-
يتجمد زيت الزيتون الأصلي عند وضعه في الثلاجة، بسبب وجود الدهون المشبعة فيه، أما الزيت التقليد، فقد لا يتجمد.
-
عند توجيه ضوء قوي إلى زيت الزيتون الأصلي، يظهر لمعان أحمر، وينبغي شراء زيت الزيتون من علامات تجارية معروفة وموثوقة، والبحث عن زيت الزيتون البكر الممتاز، والذي يتم استخراجه من الزيتون الطازج بطرق بدائية.
-
زيت الزيتون الأصلي عالي الجودة ولا يكون رخيصًا، وتُعد الاختبارات المعملية هي الطريقة الأكثر دقة للتأكد من جودة زيت الزيتون.
طرق تقليد زيت الزيتون
هناك العديد من الطرق التي يتم استخدامها في تقليد زيت الزيتون، وتشمل:
-
يتم خلط زيت الزيتون مع زيوت نباتية أخرى أرخص مثل زيت فول الصويا أو زيت الذرة.
-
يستخدم بعض المنتجين الأصباغ لإعطاء الزيت لوناً أخضر مميزاً، مما يجعله يبدو وكأنه زيت زيتون بكر ممتاز.
-
يتم إضافة نكهات اصطناعية أو طبيعية لتقليد طعم زيت الزيتون الأصلي.
-
يتم تسخين الزيت المستخلص من الزيتون بدرجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى فقدان العديد من العناصر الغذائية المفيدة وتغيير خصائصه.
-
يتم إضافة مواد حافظة كيميائية لزيادة مدة صلاحية الزيت، مما يؤثر على جودته.
فوائد زيت الزيتون
تعزيز صحة القلب
يلعب زيت الزيتون دوراً هاماً في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، لاحتوائه على دهون أحادية غير مشبعة، والتي تساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار وزيادة مستوى الكوليسترول الجيد، مما يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، كما يعمل على توسيع الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، مما يحمي القلب.
دعم صحة الدماغ
يحتوي زيت الزيتون على مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ من التلف، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض الدماغ الخطيرة مثل الزهايمر، ويساهم في تحسين وظائف الدماغ، بما في ذلك الذاكرة والتركيز والتعلم، وبالتالي يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ.
تحسين صحة الجهاز الهضمي
يساعد زيت الزيتون على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم، مما يقلل من خطر الإصابة بالإمساك، ويعمل أيضاً كطبقة واقية للمعدة ويقلل من تهيجها، مما يسهم في تقليل مشاكل المعدة والأمعاء.
تقوية العظام والمفاصل
يساهم زيت الزيتون في تحسين صحة العظام، لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين ك، والذي يلعب دورًا هامًا في تقوية العظام وحمايتها من الهشاشة والضعف، ويساعد في تقليل الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
ترطيب البشرة
يحتوي زيت الزيتون على نسبة عالية من الأحماض الدهنية التي تساعد على ترطيب البشرة بعمق وحبس الرطوبة فيها، ويساعد محتواه من مضادات الأكسدة في حماية البشرة من الجذور الحرة وتأخير ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة، ويساعد أيضاً على تسريع عملية التئام الجروح والحروق الصغيرة، وذلك لخصائصه المضادة للالتهابات.
بالإضافة إلى ذلك، فهو يمتلك قدرة فائقة على تقليل الالتهاب والاحمرار المصاحب لحب الشباب، ويعمل على تفتيح البشرة وتوحيد لونها، ويقلل من ظهور البقع الداكنة، كما يساعد على إزالة الأوساخ والشوائب من المسام، مما يجعل البشرة نظيفة.
منع تساقط الشعر
يغذي زيت الزيتون بصيلات الشعر بعمق ويغذيها، مما يجعلها ناعمة ولامعة، ويعمل على حماية الشعر من التلف والتقصف، ويقوي بصيلاته، مما يساهم في نمو شعر صحي وقوي، يساعد على تهدئة فروة الرأس الملتهبة وتقليل ظهور القشرة، ويلعب دوراً فعالاً في تحفيز نمو الشعر، لاحتوائه على فيتامين هـ الذي يحفز الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يعزز نمو الشعر.
تقوية المناعة
لزيت الزيتون دور كبير في تقوية مناعة الجسم ضد العدوى والفيروسات، بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يساعد في تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.
الوقاية من السرطان
يحتوي زيت الزيتون على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، مثل الفينولات والبوليفينولات، والتي تعمل على محاربة الجذور الحرة الضارة التي تساهم في نمو الخلايا السرطانية، والدهون الأحادية غير المشبعة، وهي نوع من الدهون الصحية التي تساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالسرطان.
كما يساعد على تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم، والتي تعتبر عامل خطر للإصابة بالعديد من أنواع السرطان، ويحمي الخلايا من التلف الذي قد يؤدي إلى تكون الخلايا السرطانية.