خبرني - من الممكن أن تفسر تبعيتك للآخرين بالحب، ولكن يخرج الأمر عن كونه محبة وتقدير ليصبح عبء إذا لم تتمكن من الاستقلال والتخلي عن المسئوليات التي لا تخصك، فيما يعرف بـ "التبعية العاطفية".
التبعية العاطفية هي حالة سلوكية وعاطفية تؤثر على قدرة الشخص على بناء علاقات صحية ومُرضية، ويُطلق عليها أحيانًا "إدمان العلاقات"، حيث يعاني الأفراد الذين يتسمون بهذه الحالة من صعوبة في الحفاظ على حدود صحية في علاقاتهم. إذا كنت تشعر بأنك قد تكون في علاقة تعتمد فيها على الآخرين بشكل مفرط، إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في التوقف عن هذه العادة.
التبعية العاطفية تتجلى في العديد من الأشكال. على سبيل المثال، في العلاقات الأسرية، قد يُلاحظ أن الشخص يقدم تضحيات كبيرة لأفراد الأسرة دون الاعتناء بنفسه، مثل تقديم الدعم المالي لطفل بالغ بدلاً من السماح له بالاستقلال. في العلاقات العاطفية، يمكن أن يتخذ الشخص دور المنقذ لشريك يعاني من مشاكل مثل الإدمان، مما يؤدي إلى إهمال نفسه وعلاقاته الأخرى.
أسباب حدوث التبعية العاطفية
تعتبر التبعية العاطفية سلوكًا مكتسبًا، غالبًا ما يتنقل عبر الأجيال، فالأفراد الذين نشأوا في بيئات أسرية مفككة أو عانوا من الإدمان أو العنف قد يميلون إلى تكرار هذه الأنماط في علاقاتهم، ويتطور هذا السلوك عندما لا يتم التعامل مع مشكلات أساسية مثل الإدمان أو المرض المزمن داخل الأسرة بالشكل الصحيح.
من أجل التخلص من التبعية العاطفية عليك أن تدرك تأثيرها وتتفهم العلامات التي تعبر عنها، حتى يمكنك التخلي عن هذا السلوك الذي قد يفسد حياتك، ويمكن باتباع هذه الخطوط أن تخلق لنفسك حدود صحية بعيدا عن "التبعية العاطفية"،
1. ابحث عن علامات العلاقة الصحية
احرص على اكتشاف العلامات التي تعبر عن ما يجعل العلاقة صحية، كونه الخطوة الأولى للتخلص من التبعية العاطفية، لأن العلاقات الصحية تتسم بالاستقلالية والاحترام المتبادل، ويتبادل فيها الطرفان الحب والراحة دون الشعور بالضغط أو العبء.
2. الحفاظ على الحدود الصحية
من الضروري وضع حدود واضحة في العلاقات، فعليك أن تحدد ما هو مقبول بالنسبة لك، وتتعلم كيفية الرفض عندما يتعدى أي فرد هذه الحدود، كما يجب أن تحرص على الاهتمام بنفسك وعدم السماح لمشكلات الآخرين بالاستحواذ على حياتك.
3. الاهتمام بالنفس
غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المتسمين بالتبعية العاطفية تقدير منخفض لذاتهم. لذلك، من المهم العمل على بناء ثقتك بنفسك، والاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفية، والاستمتاع بالأشياء التي تجعلك سعيدًا.
4. طلب المساعدة من متخصصين
عندما يتحول تأثير التبعية العاطفية على حياتك ليجعلك غير قادر على ممارسة حياتك اليومية بصورة طبيعية، فهذا يعني ضرورة طلب المساعدة من معالج نفسي متخصص فيمكن أن تساعد جلسات العلاج النفسي، سواء كانت فردية أو جماعية، في تعلم كيفية بناء علاقات صحية، واستيعاب المواقف والتراكمات التي قد تفسد صحتك النفسية وتجعل الآخرون يتعدون حدودك الشخصية.
العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في معالجة التبعية العاطفية. تشمل الخيارات المتاحة العلاج الجماعي والعلاج الأسري والعلاج المعرفي السلوكي، وجميعها تهدف إلى معالجة أنماط التفكير السلبية وتعزيز القدرة على مواجهة المشاعر غير المريحة.
إذا كنت تشعر أن التبعية العاطفية تؤثر على حياتك بشكل سلبي، من المهم أن تسعى للحصول على الدعم المهني. يمكنك البدء بالحديث مع طبيبك أو التواصل مع مختص في الصحة النفسية للمساعدة في تحديد خطوات العلاج المناسبة لك.