خبرني – اصبح جسر عبدون المعلق غربي عمان باسم " جسر كمال الشاعر المعلق " بعد ان كان اسمه "جسر عمان المعلق ".
جاء تغيير اسم اول جسر معلق في الاردن في قرار اتخذه مجلس امانة عمان الكبرى مساء الثلاثاء بعد ان عرض ابناء الشاعر صيانة اضاءة الجسر على نفقتهم بكلفة 750 الف دولار .
من هو كمال الشاعر ؟؟
توفي في شهر آب عام 2008 ، رجل اعمال معروف ومؤسس "دار الهندسة" التي انطلقت من بيروت عام 1956، وتمددت صوب عواصم العالم لتشكل إمبراطورية هندسية رائدة في ميدان اختصاصها وتشعباتها.
على مدى نصف قرن بنى الشاعر مجدا اقتصاديا حول العالم ودخل معترك السياسة والتشريع، في مفاصل حرجة من تاريخ بلده الأردن.
خلال رحلته الشاقة من مدارس السلط إلى جامعتي ميتشغان وييل الأميركيتين مرورا بالجامعة الأميركية في بيروت كانت طموحات كمال الشاعر تتعاظم مع كل مرحلة جديدة. وعاد ابن السلط إلى الشرق الأوسط مسلحا بشهادة الدكتوراه والعزم على نحت اسمه بين العصاميين الذين سيتركون بصمة في عالم المال والسياسة.
بعد أن عمل فترة قصيرة أستاذا في الجامعة الأميركية، غدا أكثر تصميماً على تحقيق رؤيته الخاصة. وأسس مع ثلاثة آخرين من زملائه في تلك الجامعة شركة "الدار" برأس مال 3500 دولار أميركي فقط. قبل نصف قرن.
وعندما قرر كمال الشاعر مغادرة لبنان في غمرة الحرب الأهلية (1974 - 1989) كان لا بد من التوجه نحو أقوى اقتصاديات العالم، الولايات المتحدة. ولم يكن ليستمع لنصائح العديد من أصدقائه بعدم شراء شركة "بيركنز آند ويل" المتداعية. لكن شراءه لتلك المؤسسة شكل اللبنة الأولى في صرح مجموعة دار الهندسة، وبحلول عام 2009 ستحقق المجموعة دخلا سنويا يقدر ببليون دولار.
أصدر الشاعر قبل وفاته كتاب سيرة ذاتية بعنوان "من الدار إلى العالم" باللغتين العربية والانكليزية. يحكي الكتاب قصّة نجاح شاب عصامي في حقل الأعمال، وسيرة رجل استطاع أن ينتقل من دار العائلة في السلط إلى مدارج العالمية.
لخص الكتاب مسيرة رجل أعمال ومؤسسة كبرى بدأها الشاعر من مكتب صغير في بيروت لتتشعب إلى إمبراطورية تندرج ضمن لائحة أكبر 20 شركة في العالم، تغطي فروعها 41 دولة في الشرق الأوسط، إفريقيا، أميركا وأوروبا وآسيا. تقدر إيرادات الشركة السنوية بنصف بليون دولار.
الكتاب حمل ثلاثة محاور متداخلة؛ سيرة المؤلف، قصة ازدهار مؤسسة دار الهندـة وتأريخ لأبرز أحداث المنطقة في نصف قرن، من الرباط إلى المنامة.
ويختزل أيضا حياة رجل أعمال ومفكر وناشط في أكثر من مجال، اقتصادي وسياسي يأخذ مخاطر محسوبة.
لعب الشاعر أدواراً مهمة في عهد وصفي التل (رئيس الوزراء الراحل الذي استشهد في القاهرة عام 1971)، ورئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات، عضو مجلس الأعيان لمدة 12 عاماً وبخاصة رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية في المجلس.
كان الشاعر صريحا في مواقفه من بينها الدعوة إلى التخاصية، تأييد المناطق الصناعية المؤهلة، المطالبة بإصلاح التعليم، والدعوة لتخفيض العجز في الموازنة، والسعي لمنع انضمام الأردن إلى الحرب في حزيران 1967.