*
الجمعة: 31 يناير 2025
  • 09 أيلول 2024
  • 11:22
العقرباوي يحلل تقريرا لمركز الحسين للسرطان

 

خبرني – أعد مدير إدارة العلاقات المؤسسية والاتصال في أندز العالمية – المملكة المتحدة، محمد هاشم العقرباوي، تحليلا نقديا لتقرير مركز الحسين للسرطان عن أنظمة توصيل النيكوتين الالكترونية.

وتضمن التحليل رسالة شخصية من كاتب التقرير لمركز الحسين للسرطان، وتفاصيل موثقة علميا لما تضمنه التقرير، مدعما بالجداول التفصيلية الداعمة للتحليل.

وفيما يلي نص التحليل:

 

تحليل نقدي لتقرير مركز الحسين للسرطان عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية

 

 

رسالة شخصية من كاتب التقرير

وجدت من الصعب جدًا كتابة نقد على عمل مركز الحسين للسرطان (KHCC) في أحدث تقرير لهم عن حلول توصيل النيكوتين الإلكترونية، فالمركز يمثل مكانًا عاطفيًا بالنسبة لي شخصيًا، حيث قضيت الأسبوعين الأخيرين من حياة والدي في نفس المركز. الاحترافية الثابتة والعمل المؤثر الذي يقوم به مركز الحسين لمكافحة السرطان في الأردن، مذهلة ببساطة.

إحدى آخر الأفعال الواعية من والدي في الأيام الأخيرة، كان طلب سيجارة، وهذا الأمر جعلني أدرك -أكثر من أي وقت مضى- أن هذا الوباء، هذا الطاعون هو أكثر من عادة، هو أكثر من خطيئة، ويجب أن يُحكم عليه بشكل مختلف.

وكابن لأم حنونة تحارب السرطان بمساعدة الكفاءات الفائقة في مركز الحسين، أرغب في توضيح أنني لن أستطيع أبدًا أن أسدد ديون مركز الحسين تجاه عائلتي، وأردت أن أوضح هذا، شخصيًا ومهنيًا، ولكن كمدخن سابق استخدمت حلول توصيل النيكوتين الإلكترونية للإقلاع عن التدخين بعد 15 عامًا من التدخين، العمل أدناه هو محاولة للتعاون من أجل إنهاء هذا الوباء مرة واحدة وإلى الأبد.

 

محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 

أود أن أعبر عن خالص امتناني لمركز الحسين للسرطان (KHCC) على التزامهم الثابت بأبحاث السرطان والصحة العامة في الأردن. إن جهودكم في معالجة القضايا المتعلقة بالتبغ جديرة بالتقدير، وتفانيكم في تحسين صحة الشعب الأردني محل تقدير كبير.

عند مراجعة تقرير مركز الحسين للسرطان حول أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) ، نعترف بالسياق الصعب في الأردن، حيث تظل معدلات التدخين مرتفعة بشكل ينذر بالخطر. على الرغم من تنفيذ عيادات الإقلاع عن التدخين، وحملات التوعية، وزيادة الضرائب، وحظر التدخين في الأماكن العامة، لم يتم إحراز تقدم كبير في خفض انتشار التدخين. هذا يبرز الحاجة إلى نهج أكثر فعالية وابتكارًا.

على الصعيد العالمي، يتزايد الاعتراف بأن المدخنين ليسوا خطأة بل هم أفراد يكافحون مع الإدمان – وهي حالة تتطلب علاجًا قائمًا على التعاطف والأدلة العلمية. التعامل مع هذا الإدمان كمرض بدلاً من فشل أخلاقي يتطلب تغييرًا في المنظور، يتضمن استكشاف استراتيجيات تقليل الضرر مثل أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS). نعتقد أن الاستثمار في هذه الرؤى المختلفة أمر بالغ الأهمية لتحقيق تخفيضات ملموسة في معدلات التدخين وتحسين نتائج الصحة العامة في الأردن.

يحلل هذا المستند بشكل نقدي بيان مركز الحسين للسرطان (KHCC) بشأن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS) في الأردن. يعبر تقرير مركز الحسين للسرطان عن مخاوف كبيرة بشأن سلامة وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية، خاصة في سياق الإقلاع عن التدخين والصحة العامة. يتناول هذا التحليل المنهجية العلمية لتقرير مركز الحسين للسرطان، ويقارن نتائجه بنتائج الصحة العامة في إنجلترا (PHE) ودراسات عالمية أخرى، ويستكشف إمكانيات أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة لتقليل الضرر. يتضمن التحليل مراجعة للأبحاث ذات الصلة ومقارنة للسموم في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية والسجائر التقليدية، بالإضافة إلى مناقشة حول علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) والمنتجات النيكوتينية الفموية.

 

معدلات التدخين والوضع الحالي في الأردن

تعد الأردن من بين الدول التي تشهد أعلى معدلات التدخين في العالم، حيث يدخن حوالي 66.1% من الرجال و 17.3% من النساء وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO). وتفيد وزارة الصحة بأن أكثر من 80% من الأسر الأردنية بها على الأقل مدخن واحد. الأسباب وراء هذه الأرقام المرتفعة متعددة الأوجه، وتشمل الأعراف الثقافية القوية، والقبول الاجتماعي للتدخين، وضغط الأقران الكبير، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.

تاريخياً، كان التدخين جزءًا لا يتجزأ من الممارسات الاجتماعية، حيث يُعد استخدام الشيشة (الأرجيلة) منتشراً بشكل خاص. وقد جعل هذا التكامل الاجتماعي للتدخين من الصعب الحد من شعبيته، على الرغم من جهود الصحة العامة. على مدار العشرين عامًا الماضية، نفذت الأردن العديد من المبادرات، بما في ذلك حظر التدخين في الأماكن العامة، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ، وإنشاء عيادات للإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لم تحقق نجاحًا كبيرًا في خفض معدلات التدخين.

منذ 20 عامًا: كان التدخين واسع الانتشار، مع القليل من التنظيم أو حملات الصحة العامة التي تستهدف استخدام التبغ. كان القبول الثقافي للتدخين، خاصة بين الرجال، متفشياً.

منذ 10 سنوات: بدأت الحكومة في تنفيذ سياسات أكثر صرامة لمكافحة التبغ، بما في ذلك حظر التدخين وزيادة الضرائب. ومع ذلك، كان التنفيذ ضعيفًا، ولم تكن حملات التوعية العامة كافية لتحدي العادات الراسخة للتدخين.

الوضع الحالي: على الرغم من الجهود المستمرة، بما في ذلك استراتيجية وطنية تهدف إلى خفض معدلات التدخين، لا تزال معدلات التدخين مرتفعة. ويرجع النجاح المحدود لهذه المبادرات جزئياً إلى العوامل الاجتماعية، بما في ذلك تطبيع التدخين والتأثير القوي لضغط الأقران، خاصة بين الشباب. بالإضافة إلى ذلك، كان تنفيذ حظر التدخين غير متسق، وكافحت حملات الصحة العامة لتغيير الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالتدخين.

في المستقبل، دون تغييرات جوهرية في الاستراتيجية – مثل تبني نهج تقليل الضرر أو حملات صحة عامة أكثر جرأة – من المرجح أن تظل معدلات التدخين مرتفعة، مما يشكل تحديات صحية عامة مستمرة للأردن.

 

نقد النهج العلمي في تقرير مركز الحسين للسرطان

  1. القيود المنهجية:

الاعتماد المفرط على بيانات قصيرة الأجل: يعتمد تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كبير على الدراسات قصيرة الأجل والتي لا تلتقط بشكل كاف التأثيرات طويلة الأجل لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية. يقلل هذا القيد من قوة استنتاجات التقرير حول سلامة وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.

الاقتباس الانتقائي: يستشهد التقرير بشكل انتقائي بالدراسات التي تبرز المخاطر المرتبطة بأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية بينما يتجاهل أو يقلل من شأن الدراسات التي تدعم فوائدها المحتملة، خاصة في تقليل الضرر.

  1. النهج تجاه دراسات الصحة العامة في إنجلترا (PHE):

تجاهل تحليل المخاطر المقارنة: يتم تجاهل الدراسات الشاملة التي أجرتها إدارة الصحة العامة في إنجلترا والتي خلصت إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95% تقريبًا من التدخين في تقرير مركز الحسين للسرطان دون دليل مضاد قوي. يضعف هذا حجة التقرير ضد استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.

الاعتبار غير الكافي لتقليل الضرر: لا يتناول تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كافٍ منظور تقليل الضرر، وهو أحد الأسس في نتائج الصحة العامة في إنجلترا. تركز دراسات الصحة العامة في إنجلترا على الأمان النسبي لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية مقارنة بالتدخين، وهو جانب يتجاهله تقرير مركز الحسين للسرطان.

  1. الدقة العلمية:

نقص البيانات طويلة الامد: تتعرض استنتاجات التقرير بشأن التأثيرات الصحية طويلة الأجل لأنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية للنقد بسبب اعتمادها على دراسات ذات فترات متابعة قصيرة. على النقيض من ذلك، تستند ادارة الصحة العامة في إنجلترا إلى مجموعة واسعة من البيانات قصيرة الأجل وطويلة الأجل.

التحيز في الاستنتاج: تميل استنتاجات تقرير مركز الحسين للسرطان بشكل كبير نحو الحذر، مما قد يؤدي إلى تجاهل النتائج الدقيقة من الدراسات الأكثر توازنًا مثل تلك التي أجرتها الصحة العامة في إنجلترا.

 

فعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين وتقليل الضرر

  1. أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين:
  • مراجعة كوهران (2021): وجدت مراجعة منهجية أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية المحتوية على النيكوتين كانت أكثر فعالية من علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) في مساعدة المدخنين على الإقلاع. حوالي 10% من الأشخاص الذين يستخدمون أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية المحتوية على النيكوتين كانوا قادرين على الإقلاع عن التدخين، مقارنة بـ 6% باستخدام علاجات استبدال النيكوتين.
  • ديريك ياك وآخرون (2019): يشير البحث إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يمكن أن تسهم بشكل كبير في الإقلاع عن التدخين عندما يتم دمجها في استراتيجيات الصحة العامة الشاملة. يؤكد ياك أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية يجب أن تعتبر إلى جانب أدوات الإقلاع الأخرى لإنشاء نهج متعدد الأوجه للتحكم في التبغ.
  • كلايف بايتس (2020): يؤكد على دور أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية في توفير بديل أقل ضرراً للمدخنين، مما يسهل تقليل النيكوتين تدريجياً. يجادل بايتس بأن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية تقدم طريقاً عملياً وفعالاً للمدخنين لتقليل اعتمادهم على النيكوتين مع تقليل التعرض للسموم المتعلقة بالتبغ.

 

 

  1. تقليل الضرر وتقليل السموم في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية:
  • إدارة الصحة العامة في إنجلترا (تقارير 2015 و 2018): تحتوي البخاخات الناتجة عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية على مكونات ضارة وأخرى محتملة الضرر (HPHCs) أقل بكثير مقارنة بدخان السجائر. تقدر إدارة الصحة العامة في إنجلترا أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل ضررًا بنسبة 95% تقريبًا من التدخين.
  • مارغام وآخرون (2021): أظهرت أن البخاخات الناتجة عن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية لديها ملف سموم أقل بكثير مقارنة بدخان السجائر، مع تخفيضات كبيرة في مواد مثل الفورمالديهايد والأسيتالدهيد والأكرولين.
  • الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب (2018): أكدت أن مستويات السموم في بخاخات أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أقل بكثير من تلك الموجودة في دخان السجائر التقليدية. المواد الكيميائية الضارة مثل أول أكسيد الكربون والقطران غائبة أو موجودة بكميات ضئيلة في أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية.

 

علاجات استبدال النيكوتين (NRTs) والنيكوتين الفموي

  1. علاجات استبدال النيكوتين (NRTs):

الأنواع: تشمل اللاصقات والعلكة والمستحلبات والمستنشقات والبخاخات الأنفية.

الآلية: توفر علاجات استبدال النيكوتين جرعات محددة من النيكوتين دون منتجات الاحتراق الضارة للتبغ، مما يقلل من أعراض الانسحاب والرغبة في التدخين.

الفعالية: أظهرت علاجات استبدال النيكوتين أنها تضاعف من فرص الإقلاع عن التدخين مقارنة بالدواء الوهمي. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أكثر فعالية، خاصة في البيئات الواقعية دون دعم سلوكي مستمر.

  1. النيكوتين الفموي (مثل أكياس النيكوتين):

الآلية: يوفر النيكوتين عبر الغشاء المخاطي الفموي، مشابهًا للتبغ الذي لا يُدخن ولكن بدون مواد مسرطنة متعلقة بالتبغ.

الاستخدام: شائع في تقليل الضرر، خاصة في السويد، حيث ساهم في خفض معدلات التدخين إلى مستويات منخفضة جداً.

ملف الأمان: على الرغم من أنه أكثر أمانًا من التدخين، إلا أن المنتجات النيكوتينية الفموية لا تزال تحمل خطر إدمان النيكوتين.

البيانات والتحليل بشأن الإقلاع عن التدخين، بوابة النيكوتين، وتطبيع الإدمان

  1. الإقلاع عن التدخين وفعالية أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية:

مراجعة كوكرين (2021): أظهرت أن أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية أكثر فعالية من علاجات استبدال النيكوتين التقليدية في تحقيق الإقلاع عن التدخين، خاصة عند دمجها مع الدعم السلوكي.

ديريك ياك (2019): يدافع عن دمج أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية في استراتيجيات مكافحة التبغ الشاملة، مشددًا على دورها في خفض معدلات التدخين.

كلايف بايتس (2020): يدعم استخدام أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية كجزء من نهج تقليل الضرر، مشددًا على قدرتها على مساعدة المدخنين في الانتقال من السجائر القابلة للاحتراق.

  1. بوابة النيكوتين وتطبيع الإدمان:

بوابة النيكوتين: القلق من أن أن

مواضيع قد تعجبك