خبرني - رثا الدكتور صدام المشاقبة صديقه مالك ابو فلاحه المشاقبة بكلمات مؤثرة :
إلى روح صديقي الغالي الذي ودّع الدنيا اليوم:
نعيتُ رجلاً عظيماً، كان في صف الرجال حقاً وفرقا
رجل مواقف، يُحسب له ألف حساب، رجل لم تكمن قوته في عضلاته فقط، بل في طيبة قلبه، حكمة عقله، ورزانة طبعه.
شاب شق طريق الحياة بنفسه، عمل بكل طاقته في أصعب المجالات. من مزارع الدواجن إلى تجارة الأغنام، ومن يعرف هذه الأعمال يدرك صعوبتها وخطرها.
عبر سنوات حياته، خسر الكثير من ماله، لكنه ربح تجارة أعظم: تجارة مع الله.
كسب حب الناس، والتقوى في العمل الصالح، والربح النظيف. كان يجوب صحراء الرويشد، يشتري من البدو الرحّل بأمانة وصدق، يحمله التوكل على الله، فوسّع الله رزقه، وبارك في تجارته.
مالك، ابن الرجولة والحق.نشأ على قول الحق، وكره الباطل. كان يرفض الكذب، وإذا سمع شيئاً خطأ، صاح بصوت الحق: "هذا الكلام غير صحيح." لم يعرف الطريق الملتوية، ولم يسلكها يوماً، بل كرهها وابتعد عن أصحابها.
مالك...
اسمٌ على مسمّى.
ملك العزة وعزة النفس، فلم ينظر يوماً إلى الدنيئات، ولم يجامل على حساب المبادئ.
صافي النية، نظيف القلب، وطيب السريرة. كان رجلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لا يقبل الظلم، ولا يتمنى الشر لأحد، ويكره القيل والقال. وأذكر جملته الشهيرة: "يا عموه فكونا."
بنى أسرته الصغيرة، وكون عائلة كأي إنسان يحلم بدوام الحياة، لكنه لم يكن يعلم أن الأجل قريب.
رحل مالك، ورحلت معه طفلته الصغيرة، وترك لنا ذكراه خالدة في طفليه محمد وابنتيه، وزوجته التي تواجه معاناة الحروق البليغة.
هل نبكيك يا مالك؟ أم نبكي أمك التي سبقتك بأسبوع؟ أم نبكي أطفالك؟ أم نبكي زوجتك المصابة؟ أم نبكي على فقدان رجل لا يُعوّض؟
لكننا نقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله." وكما قال السلف:"لا حسرةً إلا لمن دُفن تحت التراب."
رحمك الله يا مالك... أخيك وصديقك، الدكتور صدام هزاع المشاقبة
