*
الاثنين: 20 يناير 2025
البطوش: تهدئة الطفل بالهاتف الذكي.. عدو صامت يهدد طفولتنا
  • 2025-01-15- 14:04

خبرني - أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة مجرية عادة متفشية بين الآباء، وهي استخدام الهاتف الذكي كوسيلة سريعة وسهلة لتهدئة الأطفال عندما يغضبون. ورغم أن هذه العادة قد تبدو بريئة ومؤقتة، إلا أن الدراسة تحذر من عواقبها الوخيمة على المدى الطويل.

 

قالت الاستشارية النفسية الأسرية، حنين البطوش، خلال حديثها لموقع خبرني، إن إعطاء الطفل جهازًا رقميًا لتهدئته يعادل تعليمه أن العواطف السلبية يمكن إسكاتها بضغطة زر. وأوضحت أن هذه الرسالة الخاطئة ترسخ لدى الطفل فكرة أن المشاعر السلبية شيء ينبغي تجنبه أو قمعه، مما قد يؤدي في المستقبل إلى صعوبات في التعامل مع المواقف الحياتية، وعواقب مثل مشاكل العلاقات الشخصية، وضعف التركيز، وحتى اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب.

 

وأضافت البطوش أن تهدئة الطفل بالهاتف الذكي قد تبدو حلاً سريعًا ومريحًا، لكنها تحمل آثارًا سلبية طويلة الأمد على نمو الطفل. لذا، يجب على الآباء أن يكونوا على وعي بهذه التأثيرات وأن يعملوا على حماية أطفالهم من خلال توفير بيئة صحية ومحفزة. وأشارت إلى أن الطفل يحتاج إلى التفاعل مع المحيط الحقيقي، وتعلم كيفية التعامل مع مشاعره، مؤكدة أن الهاتف الذكي ليس بديلاً عن الحب والحنان والرعاية الأبوية، بل هو عدو صامت يهدد الطفولة.

 

وأوضحت البطوش أن هذه العادة تُعد خطيرة جدًا لأنها تثبط تطوير مهارات تنظيم العواطف لدى الأطفال. ففي السنوات الأولى من حياتهم، يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم المختلفة، بما فيها الغضب. وعندما يتم إسكاتهم بالهاتف الذكي، يفقدون فرصة تعلم كيفية تنظيم عواطفهم والتعبير عنها بطرق صحية.

 

وحذرت من أن الاعتماد على التكنولوجيا كمسكن قد يؤدي إلى الإدمان على الأجهزة الرقمية، مما يجعل الطفل غير قادر على الاستمتاع بالأنشطة الأخرى أو التعامل مع الملل. وأضافت أن شاشات الهواتف الذكية تُبعد الأطفال عن التفاعل مع العالم المحيط بهم، مما يؤثر سلبًا على تطور مهاراتهم الاجتماعية. كما أن التعرض للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف قبل النوم يسبب اضطرابات في النوم، مما يؤثر على النمو البدني والعقلي للطفل.

 

بدلاً من اللجوء إلى الهاتف الذكي، أشارت البطوش إلى أن الآباء يمكنهم اتباع استراتيجيات بديلة لتهدئة الأطفال، مثل:

 

    التحدث مع الطفل ومحاولة فهم أسباب غضبه والاستماع إليه بهدوء.

    تحويل انتباه الطفل إلى أنشطة يحبها، مثل اللعب أو القراءة.

    توفير مساحة آمنة للطفل ليهدأ بمفرده إذا احتاج إلى ذلك.

    اصطحاب الطفل للخارج للاستمتاع بالطبيعة.

    تشجيع الطفل على الرسم أو التلوين، أو اللعب بالألعاب التقليدية، أو ممارسة الأنشطة البدنية.

    مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره والتعبير عنها بطرق صحية.

    تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق.

 

وفي الختام، أكدت البطوش أن الآباء يتحملون مسؤولية تربية أطفالهم بطريقة صحية ومتوازنة، ويجب أن يكون الهدف هو تعليم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم والتكيف مع المواقف المختلفة، وليس البحث عن حلول سريعة ومؤقتة. وشددت على أن الصحة النفسية والجسدية للأطفال هي مسؤولية أولى وأخيرة تقع على عاتق الأهل.

مواضيع قد تعجبك