*
الاربعاء: 23 نيسان 2025
  • 15 نيسان 2025
  • 22:48
بموعد الانسحاب من سورية .. ترامب يصدم إسرائيل

خبرني - أمريكا تبلغ إسرائيل بأنها ستبدأ بسحب قواتها تدريجيا من سورية خلال الشهرين القادمين، مخالفة بذلك رغبة تل أبيب.

فإسرائيل أرادت وطلبت من الولايات المتحدة الأمريكية إبقاء قواتها في سورية وتحذر من "عواقب محتملة" لهذه الخطوة، ولذلك تطالب بإعادة النظر بالقرار الذي على ما يبدو دخل حيز التنفيذ.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "أبلغ مسؤولو الدفاع الأمريكيون نظراءهم الإسرائيليين أن الولايات المتحدة تُخطط لبدء انسحاب تدريجي لقواتها من سوريا في غضون شهرين".

وأضافت: "على الرغم من الجهود الإسرائيلية السابقة لمنع مثل هذه الخطوة، أوضحت واشنطن أن تلك الجهود باءت بالفشل".

واستدركت: "ومع ذلك، فإن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين لم يستسلموا ويواصلون الضغط على إدارة ترامب لإعادة النظر".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الانسحاب المُخطط له لا يمثل مفاجأة، فقد وعد دونالد ترامب، الذي عاد إلى منصبه الآن، منذ فترة طويلة بسحب القوات الأمريكية من المنطقة في ظل عقيدة إدارته الانعزالية، والتي تأثرت جزئيًا بنائبه جيه دي فانس".

وقالت: لقد صرّح به ترامب مرارًا وتكرارًا بأن "هذه ليست حربنا، ويستعد البنتاغون لهذه الخطوة منذ فترة".

وبحسب الصحيفة، "تنتقل واشنطن الآن إلى المرحلة العملياتية، حيث تُطلع مسؤولي الدفاع الإسرائيليين على آخر المستجدات بانتظام. وفي المناقشات بين الطرفين، أعرب ممثلون إسرائيليون عن مخاوف جدية بشأن العواقب المحتملة".

وأشارت إلى أن "مسؤول إسرائيلي كبير قدر أن الانسحاب قد يكون جزئيًا فقط، وتحاول إسرائيل منع ذلك أيضًا، خوفًا من أن يُشجع تركيا، التي تسعى علنًا إلى توسيع نفوذها في المنطقة منذ سقوط نظام الأسد".

وقالت: "تتمركز القوات الأمريكية حاليًا في عدة نقاط رئيسية في شرق وشمال سورية، حيث تلعب دورًا في تحقيق الاستقرار. وتخشى مصادر دفاعية إسرائيلية أن يُحفّز انسحابها الجهود التركية للاستيلاء على المزيد من الأصول العسكرية الاستراتيجية في سوريا".

ولفتت إلى أنه "حذّرت إسرائيل كلاً من أنقرة وواشنطن من أن الوجود التركي الدائم في قواعد مثل تدمر وقاعدة تي-4 سيتجاوز خطًا أحمر ويهدد حرية عمليات الجيش الإسرائيلي في الساحة الشمالية" أي سوريا.

وتجري مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وتركيا حول الوضع في سوريا.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء الماضي، أن أنقرة تجري محادثات على المستوى الفني مع إسرائيل لخفض التوترات بشأن سوريا، لكنها لا تتحرك نحو تطبيع العلاقات.

وقالت الصحيفة: "في اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في أذربيجان، ناقش مسؤولون إسرائيليون وأتراك هذه القضية. وأفادت التقارير أن إسرائيل أكدت أنها تُحمّل الحكومة السورية الجديدة مسؤولية جميع الأنشطة العسكرية في أراضيها، مُحذّرةً من أن أي انتهاكات قد تُؤدي إلى عمل عسكري".

ولكنها أضافت: "أعرب الجانبان عن اهتمامهما بخفض التصعيد، وبدأت محادثات حول إنشاء آلية تنسيق تُشبه نموذج منع الاشتباك الإسرائيلي الروسي المُستخدم سابقًا في سوريا".

مؤشرات «فك ارتباط»

إلا أن الصحيفة استدركت: "مع ذلك، فإن الانسحاب الأمريكي الوشيك، إلى جانب لهجة ترامب الودية تجاه (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان خلال اجتماعه الأخير مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، قد زاد من حدة التوترات في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية".

وقالت: "ولم يُطمئن عرض ترامب للتوسط بين إسرائيل وتركيا المسؤولين في إسرائيل، لا سيما في ظل تزايد مؤشرات فك الارتباط الأمريكي".

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الغارات الجوية الأخيرة على قاعدة تي فور في سوريا هي جزء من "سباق مع الزمن" قبل أن "يحزم الأمريكيون أمتعتهم ويغادروا".

وركز الاجتماع بين المسؤولين الإسرائيليين والأتراك في أذربيجان الأسبوع الماضي على قضايا تقنية، مثل إنشاء آلية لمنع الصراع في سوريا، وفق المصدر نفسه.

وصرح مصدر دبلوماسي بأن إسرائيل "أوضحت بوضوح تام أن أي تغيير في انتشار القوات الأجنبية في سوريا - وخاصة إنشاء قواعد تركية في منطقة تدمر - هو خط أحمر وسيُعتبر خرقًا للثقة".

وأضاف المصدر الإسرائيلي: "سبق أن صرحت إسرائيل بأن منع هذا التهديد مسؤولية دمشق".

وكانت قاعدة تي فور، الواقعة بالقرب من تدمر في وسط سوريا، محورًا رئيسيًا للهجمات الإسرائيلية مؤخرًا.

مواضيع قد تعجبك