خبرني - خاص
قال المهندس الأردني معتز غازي العطين إن ما تم الكشف عنه من أدوات ومعدات في المخطط الإرهابي الأخير لا يمكن تصنيفه كمجرد اجتهاد فردي أو عمل بدائي، بل يؤكد أن المخطط كان احترافيًا ومدروسًا بعناية.
وأوضح العطين في تصريح لـ"خبرني" أن المعدات الصناعية التي ضُبطت، مثل مخرطة CKE 6180 ومخرطة CW 6280 E، هي من الآلات المتقدمة المستخدمة عادةً في الصناعات الثقيلة والعسكرية. حيث تُعد مخرطة CKE 6180 مخرطة تحكم رقمي (CNC) قادرة على تشكيل أجزاء دقيقة من مواد صلبة كالفولاذ والتيتانيوم، ما يجعلها مثالية لتصنيع المكونات الحساسة في أنظمة التسلح، مثل الصواريخ.
أما مخرطة CW 6280 E، فهي مخرطة يدويّة مدمجة بتقنيات محوسبة، تتيح الدمج بين الأساليب التقليدية والتقنيات الرقمية، ما يعزز الدقة ويزيد من الإنتاجية. وتُستخدم هذه الآلات في خطوط إنتاج الصناعات العسكرية لإنتاج مكونات نهائية دقيقة، صالحة للاستخدام القتالي وليس كنماذج أولية فقط.
وأكد العطين لـ"خبرني" أن استخدام هذه المخارط المتقدمة يدل على مستوى عالٍ من التخطيط والتقنية، لافتًا إلى أن ماكينات CNC تعمل بأنظمة تحكم رقمية تُنفذ أوامر تصنيع معقدة بدقة بالغة وعلى أبعاد واسعة، بينما تمنح المخارط المحوسبة التقليدية مرونة إضافية مع الحفاظ على الدقة المطلوبة، ما يؤكد أن العملية لم تكن عشوائية أو هاوية.
وأشار إلى أن تكامل هذه التقنيات داخل بنية التصنيع يثبت أن المخطط الذي تم إحباطه كان ممنهجًا ومدعومًا تقنيًا بالكامل.
الخلفية:
كشفت الحكومة، الثلاثاء، خلال إيجاز صحفي، عن تفاصيل المخططات التي استهدفت الأمن الوطني وأثارت الفوضى داخل المملكة، والتي أحبطتها دائرة المخابرات العامة.
وقال وزير الاتصال الحكومي محمد المومني إنه جرى القبض على 16 عنصراً ضالعاً بنشاطات غير مشروعة تابعتها المخابرات منذ عام 2021، شملت تصنيع صواريخ قصيرة المدى بمدى يتراوح بين 3 إلى 5 كيلومترات، وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية، ومشروعاً لتصنيع طائرات مسيّرة، وتجهيز صواريخ للاستخدام القتالي، إضافة إلى تجنيد وتدريب عناصر داخل وخارج المملكة.
وأشار المومني إلى أن الخلية تمكنت من إنتاج نموذج أولي لصاروخ قصير المدى، وأنها أنشأت مستودعين، أحدهما محصن بالخرسانة ويحتوي على غرف سرية مغلقة لتخزين الصواريخ، وتمت إحالة جميع المتورطين إلى محكمة أمن الدولة بعد استكمال التحقيقات.