خبرني - كان للحليب كامل الدسم سمعة سيئة في الماضي، لكن الكثير من الناس يفضلونه الآن على الخيارات قليلة الدسم. وتظهر أبحاث حديثة أن الفوائد الصحية لهذا النوع من الحليب أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بمحتوى يروج للحليب كامل الدسم. مثلاً، يحتوي تطبيق تيك توك على 4.3 مليون منشور يحمل وسم "تغذية الحليب كامل الدسم"، حيث يروج متخصصون في مجال الصحة، ومؤثرون لفوائده كغذاء كامل الدسم.
وتتناقض هذه العودة القوية للحليب كامل الدسم مع تيار استمر لعقود من الزمن، اقتصر خلاله استخدام هذا النوع على القهوة أو الحلوى.
الدهون وإنقاص الوزن
وبحسب توبي أميدور، أخصائي التغذية ومؤلف كتب للطبخ "على مر السنين، كان هناك تركيز على تقليل الدهون للمساعدة في إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب".
وقد صُنِّف الحليب ومنتجات الألبان ضمن هذه الفئة. ولذلك، اختار الكثيرون المنتجات الخالية من الدسم وتجنبوا منتجات الألبان كاملة الدسم.
ووفق "مجلة هيلث"، منذ عام 1985، اقترحت الإرشادات الغذائية للأمريكيين الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم وخالية الدسم كجزء من الاستهلاك اليومي لمعظم الناس.
أبحاث حديثة
لكن بحسب لورين بينيا، أخصائية التغذية ومديرة التغذية والاستدامة في مجلس الألبان في أريزونا "تُظهر نتائج الأبحاث الحديثة أن منتجات الألبان، ومنها المنتجات كاملة الدسم، لا ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب".
وتشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن نسبة الدهون العالية في الحليب كامل الدسم تُساعد الأطفال الصغار على النمو، وتوصي به للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين.
وتعتقد لورين ماناكر، أخصائية التغذية أن "التركيب المتوازن للحليب كامل الدسم قد يوفر من العناصر الغذائية والدهون والبروتينات فوائد لا توفرها منتجات الألبان قليلة الدسم تماماً".
مصفوفة الغذاء الكامل
وتوضح "يؤكد مفهوم "مصفوفة الغذاء الكامل" أن العناصر الغذائية في الحليب كامل الدسم تعمل معاً بتآزر، ما قد يعزز امتصاص العناصر الغذائية ويحقق فوائد صحية عامة".
الشعور بالشبع
وقد يكون الحليب كامل الدسم أعلى سعرات حرارية من منتجات الحليب قليلة الدسم، لكن ماناكر تعتقد أن محتواه العالي من الدهون قد يُسهم في الشعور بالشبع ويساعد في إدارة الجوع بشكل أفضل من الخيارات قليلة الدسم.
مثلاً، وجدت دراسة أجريت عام 2024 أن تناول الحليب كامل الدسم يرتبط بانخفاض وزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم.
ووفق بحث آخر أجري العام الماضي، لأن الحليب قليل الدسم ليس مشبِعاً بنفس القدر، فقد يلجأ من يشربونه إلى أطعمة أخرى أقل كثافة من حيث العناصر الغذائية لسد فجوات الشبع.
هل هناك أي مخاطر؟
حتى مع هذه المزايا المحتملة، قد يكون للحليب كامل الدسم بعض السلبيات، خاصة عند الإفراط في استهلاكه.
مثلاً، ربطت إحدى الدراسات استهلاك الحليب كامل الدسم بزيادة خطر الوفاة بالسرطان. لكل 200 غرام (ما يقارب كوباً) من الحليب يستهلك يومياً، ارتفعت احتمالية الوفاة بنسبة 12%.
والخلاصة، يقول الخبراء إن الحليب كامل الدسم يمكن أن يكون له مكان في نظام غذائي صحي، وكذلك الحليب قليل الدسم والخالي من الدسم، حسب الأهداف الصحية لكل شخص.