*
السبت: 19 نيسان 2025
  • 07 نيسان 2025
  • 11:24
الجيش الاردني حارس الهوية الوطنية في مواجهة الاضطرابات الاقليمية والدولية
الكاتب: زهير الشرمان

في قلب منطقة مشتعلة تتعاقب فيها الازمات وتتشابك فيها التحديات يظل الجيش العربي الاردني صخرة الثبات وركيزة الانتماء وسند الدولة الاول في مواجهة العواصف الاقليمية والدولية. فالجيش الاردني ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو العمود الفقري الذي تتكئ عليه المملكة لحماية سيادتها وصون استقرارها وتعزيز هويتها الوطنية الاصيلة.

 

الموقع الجغرافي الحساس للاردن المحاط بدول مزقتها الصراعات وارهقتها الازمات يفرض واقعا لا بد فيه من وجود قوة دفاعية لا تتسلح فقط بالعتاد، بل ايضا بالقيم والمبادئ. وقد اثبت الجيش الاردني على مدار تاريخه انه نموذج للانضباط والولاء يحمل رسالة تتجاوز حدود الجغرافيا عنوانها السلام والكرامة والدفاع عن الانسان.

 

الجندي الاردني ليس فقط مقاتلا، بل هو شعلة نور في زمن الظلمة، ونار على كل معتد آثم. بسالته تبث الرعب في قلوب المعتدين وعزيمته تبعث الامل في نفوس الساعين الى السلام. هم جنود النور حين ينشد السلام وجنود النار حين ينتهك الحق، يسقون الارض بعنفوانهم ويذودون عن ترابها بقلوبهم واجسادهم.

 

على الجميع ان يدرك حقيقة راسخة، وهي ان صمود الجيش الاردني يعني صمود السلام الاقليمي والدولي. فالجيش الاردني لم يكن يوما ساعيا للحرب، بل كان دائما سدا منيعا امام اندلاعها. ومن خلال مشاركاته في مهام حفظ السلام وتعاونه مع الاشقاء والاصدقاء، لا سيما في فلسطين، شكل الجيش الاردني عنصرا فاعلا للاستقرار والتوازن في منطقة تعصف بها المتغيرات.

 

اي محاولة للنيل من الجيش الاردني او التقليل من شأنه لا تمس الاردن وحده، بل تهدد منظومة الامن في الاقليم باسره، فبدون جيش قوي وراسخ تصبح الشعوب عرضة للفوضى وتفقد المجتمعات احساسها بالامان وهو الاساس لكل تنمية ونهضة.

 

وفي ظل التحديات المتسارعة، من تدفقات اللاجئين والتهديدات الامنية الى حروب الافكار، يبقى الجيش الاردني الحصن الاول للهوية الوطنية والمدافع الامين عن مصالح الدولة العليا. ومن هنا، فإن دعم هذه المؤسسة وتعزيز قدراتها لا يقع على عاتق الدولة وحدها، بل هو مسؤولية جماعية تشمل كل حر وغيور على مستقبل الوطن وقضايا الامة الحرجة.

 

لقد اثبت الجيش الاردني على مر العقود ولاءه المطلق للاردن، ووفاءه لشعبه، واخلاصه لقيادته، من خلال تضحياته التي لا تحصى. فهو لم يكن فقط حارسا للحدود، بل ايضا حارسا للامل، وسورا منيعا امام الفوضى. وفي زمن تعاظمت فيه الاخطار، يبقى الجيش الاردني ملح البلاد وملجأ العباد، قوته من قوة الوطن، واستقراره صمام امان لنا وللاجيال القادمة.

مواضيع قد تعجبك