الوطن ، بحاجة إلى أبنائه كافة و باطيافهم السياسية والاجتماعية الرسمية والشعبية ولغة الحكمة والعقلانية هي الاس والمقام حاليا ، لا العاطفة ومفرداتها . نحتاج إلى وحدة الصف واللحمة الوطنية بدلاً من الشرذمة والانقسام. يتطلب الأمر موقفًا رسميًا وشعبيًا موحدًا من أجل تقوية جبهتنا الداخلية وحماية الوطن من التحديات التي تحيط به. المنطقة مشتعلة والأوضاع الإقليمية والعربية غير مستقرة، ولهذا فإن المطلوب الآن هو الالتفاف حول راية الوطن، فهي المظلة والعباية الضافية لنا و التي تظلنا جميعًا. يجب علينا أن ننبذ خلافاتنا جانبًا؛ فليس هناك وقت الآن للانشغال بالصراعات الداخلية. علينا أن نركز جهودنا على تعزيز جبهتنا الداخلية في مواجهة هذه التحديات والمكابدات والهجمات المتلاحقة علينا داخليا وخارجيا .
فالثوابت الوطنية تشكل الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدول، وهي المبادئ التي تضمن استقرار الدولة وتحافظ على هويتها واستقلالها. وفي وطننا الأردن ، تعتبر هذه الثوابت أساسًا لضمان وحدة الشعب الأردني وأمنه في ظل التحديات الداخلية والخارجية. على مر تاريخها، استطاع الأردن أن يثبت مكانته كنموذج للاستقرار في منطقة تعصف بها الاضطرابات، وذلك بفضل التزامه بثوابت راسخة تضمن له الاستمرار والازدهار.
أحد أهم هذه الثوابت هو الإسلام، الذي يعد دين الدولة والمنصوص عليه في دستور المملكة. يشكل هذا الثابت حجر الزاوية في هوية الدولة الأردنية ويعكس القيم الإسلامية التي تقوم على التسامح والعدالة. بفضل توجيه القيادة الحكيمة، أصبح الأردن نموذجًا في المنطقة للفكر الديني المعتدل والوسطية، حيث سعت الدولة لتجذير ثقافة الحوار بين اتباع الأديان واحترام التنوع الثقافي والديني داخل المجتمع الأردني، مما جعل المملكة مركزًا من مراكز الاستقرار والاعتدال.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل سياسة الاعتدال والوسطية ركيزة أساسية في الحياة السياسية والاجتماعية في الأردن. هذه السياسة تعكس الحكمة التي تتسم بها القيادة الأردنية في إدارة شؤون الدولة، إذ تمكن الأردن من خلق توازن بين مختلف التيارات السياسية والفكرية، مما ساهم في الحفاظ على التماسك الداخلي ووحدة الشعب. على الرغم من التحديات التي يواجهها العالم العربي من نزاعات وصراعات طائفية، نجح الأردن في أن يكون نموذجًا للتعايش بين مختلف المكونات الاجتماعية والعرقية، حيث يعيش جميع أبناء الوطن في انسجام دون تمييز على أساس الدين أو العرق.
كما أن وحدة الأراضي والشعب تعد من الثوابت التي تحرص الدولة الأردنية على الحفاظ عليها. فالأردن يمتلك سيادته الكاملة على أراضيه بما في ذلك الأرض والجو والمياه الإقليمية، وهذا يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الأمن الوطني للمملكة. وقد نجح الأردن في الحفاظ على حدود مستقرة ومحترمة في وقت تعيش فيه المنطقة صراعات حدودية ونزاعات إقليمية.
وفي إطار التزام الدولة الأردنية بثوابت الدستور، الذي يعد المظلة الحامية لجميع الحقوق والواجبات، يتمتع المواطنون الأردنيون بحقوق متساوية أمام القانون، دون أي تمييز، مما يعزز من مبدأ العدالة والمساواة في المملكة. هذا الالتزام راسخ بالقانون يعكس رغبة الدولة في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويعمل على تطوير التشريعات بما يتماشى مع التطورات السياسية والاجتماعية.
علاوة على ذلك، يولي الأردن اهتمامًا كبيرًا في تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في الحياة السياسية. يُعتبر حق المواطن في التعبير عن رأيه والمشاركة في الانتخابات حقًا أساسيًا لا يمكن التفريط فيه، وهي مسيرة مستمرة نحو بناء دولة حديثة تقوم على مبادئ حقوق الإنسان. رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، ظل الأردن ملتزمًا بمواصلة تحسين هذه الحقوق وتوسيع دائرة المشاركة السياسية في المجتمع.
أما فيما يتعلق بالالتزام بالعهد والمواثيق، فإن الدولة تلتزم بكافة الاتفاقات الدولية التي وقعتها، وتسعى دائمًا إلى الوفاء بكل ما تعهدت به على الساحة الدولية. يتمتع الأردن بمصداقية عالية في هذا المجال، حيث يُعد من الدول الملتزمة بتطبيق المواثيق الدولية في مجالات حقوق الإنسان، التجارة، والأمن الدولي، مما يعزز من مكانته على الساحة العالمية.
إن الحفاظ على السلام والأمن في الداخل يعد من أهم الأولويات التي توليها الدولة الأردنية اهتمامًا بالغًا. في مواجهة التحديات الأمنية المتنوعة، يبقى الأردن مثالًا يحتذى به في مكافحة الإرهاب والتطرف، ويعتمد سياسة أمنية حكيمة تهدف إلى حماية المواطنين وضمان استقرارهم. هذا الالتزام بالأمن والسلام الداخلي يعكس التوجه الاستراتيجي للأردن في الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان حياة كريمة وآمنة لجميع أبنائه.
إن هذه الثوابت جميعها تشكل الأساس المتين الذي تقوم عليه الدولة الأردنية، وتعد حجر الزاوية لمستقبلها المشرق. من خلال التمسك بهذه القيم والمبادئ، استطاع الأردن أن يبني مكانة راسخة له على الساحة العالمية كداعم للسلام والاستقرار. يظل التزامه بهذه الثوابت مفتاحًا لاستمرار مسيرته في مواجهة التحديات وتجاوز الأزمات. في عالم سريع التغير، تظل هذه المبادئ ثابتة، تلهم الأجيال القادمة لبناء وطن قوي ومتحد، قادر على مواجهة كافة التحديات بثبات وثقة واقتدار