*
الثلاثاء: 08 نيسان 2025
  • 04 نيسان 2025
  • 10:57
هل كان عميلا لاسرائيل ؟
الكاتب: زهير الشرمان

في تطور صادم ومثير للجدل نشر الصحفي الاسرائيلي ايلي دافيد تصريحا ادعى فيه ان اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الايراني قد وصل الى اسرائيل بعد ان كان عميلا استخباراتيا زاعما انه قدم معلومات حاسمة ادت الى اغتيال اسماعيل هنية زعيم حركة حماس وحسن نصر الله الامين العام لحزب الله هذا الادعاء احدث عاصفة من الجدل واثار تساؤلات كبرى حول مدى صحته وتداعياته المحتملة على المشهد الاقليمي.

 

لطالما وصفت العلاقة بين ايران واسرائيل بالعداء الاستراتيجي العميق فكيف يمكن تصور اختراق بهذا المستوى لقيادة الحرس الثوري الايران، هل كان قاآني عميلا منذ البداية ؟ام انه تم استقطابه سرا خلال السنوات الماضية ؟ام ان ما يجري ليس اكثر من حرب نفسية مدروسة تهدف الى زعزعة الثقة داخل محور المقاومة؟

 

في عالم الاستخبارات كل شيء وارد فاختراق بهذا الحجم ان صح سيكون زلزالا امنيا وسياسيا غير مسبوق في تاريخ ايران والمنطقة.

 

من بين المعلومات المتداولة تبرز عدة سيناريوهات محتملة:

 

اذا ثبت ان قاآني كان بالفعل على صلة باسرائيل فان ذلك سيكون احد اخطر الاختراقات في تاريخ الحرس الثوري الايراني وسيدفع على الارجح الى عمليات تطهير داخلية شاملة داخل اجهزة الامن والاستخبارات الايرانية.

 

قد يكون هذا الادعاء جزءا من استراتيجية تضليل نفسي تهدف الى زرع الفتنة في صفوف معسكر المقاومة خاصة في ظل التوترات المتصاعدة وعمليات الاغتيال النوعية التي تنفذها اسرائيل.

 

وفي المقابل هناك من يتساءل هل عقد قاآني صفقة سرية مع اسرائيل مقابل تامين حياته؟ وان صح هذا فستكون لذلك تداعيات هائلة على مستقبل النفوذ الايراني في الشرق الاوسط.

 

حتى وان لم تثبت صحة الادعاءات فان مجرد تداولها يحدث زلزالا سياسيا ومخابراتيا فالحرس الثوري الايراني وخصوصا فيلق القدس يعد من اكثر المؤسسات الامنية الايرانية تحصينا ، يعد اختراقه ان حصل  ازمة داخلية غير مسبوقة قد تؤثر على قدرة ايران في استمرار فرض نفوذها في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

 

 اما في البعد الدولي فان ايران التي تراهن على تعزيز تحالفاتها مع روسيا والصين قد تجد نفسها في موقع محرج اذا ما ثبت ان احد ابرز قادتها كان على صلة باسرائيل.

 

حتى اللحظة لا توجد مصادر موثوقة تؤكد او تنفي ما اورده الصحفي الاسرائيلي مما يترك الباب مفتوحا امام كل الاحتمالات لكن في عالم الاستخبارات الحقيقة غالبا ما تكون اكثر تعقيدا من السرديات الاعلامية.

 

ما تكشفه هذه الادعاءات هو ان المنطقة تعيش على اعصاب مخابراتية مشحونة حيث لا يوجد عدو دائم ولا صديق ثابت بل مصالح تتحرك وفق ميزان القوى. والسؤال الان هل نشهد في الايام القادمة كشفا اكثر اثارة للحقائق؟ ام ان ما يجري ليس سوى خدعة متقنة ضمن لعبة الامم؟ والسؤال الاهم من هو الجاسوس التالي الذي سيُكشف؟

مواضيع قد تعجبك