*
الاربعاء: 02 نيسان 2025
  • 30 آذار 2025
  • 10:34
في ذكرى يوم الأرض .. فليرحل الغاصبون
الكاتب: فيصل تايه


بقلم : فيصل تايه

اليوم .. الثلاثون من اذار ، هو الذكرى "٤٩" ليوم الأرض الخالد ، وما زالت الصرخة مدوية ، ويستمر الشعب الفلسطيني بأحياء الذكرى كل عام ، مؤكداً بذلك أنه بمثابة بوصلة ضميرية وحدث وجداني وسياسي مهم في تاريخ الشعب الفلسطيني لا يزال حاضرًا حتى يومنا هذا ، فيما يشهد قطاع غزة استمرار العدوان الوحشي وما يخلفة من جرائم إبادة جماعية يومية غير مسبوقة منذ عام ١٩٤٨ تسيطر على إحياء هذه الذكرى منذ اكثر من سنه ونصف وسط صمت مريب من المجتمع الدولي وقادة حقوق الإنسان.

 ان استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المنكوب، وما بتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني من تنكيل في الضفة الغربية يأتي في محاولات الكيان الصهيوني لمحو الوجود الفلسطيني وتدمير هوية وكيان شعب بأكمله ، والتي تتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، والتدخل العاجل لوقف فوري للعدوان ومنع التهجير القسري وإدخال المساعدات، ورفض وإدانة السياسات الاستيطانية، التي ينفذها كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، مع ضرورة وضع حد نهائي لتلك الانتهاكات التي تخالف جميع قرارات الشرعية الدولية .

 ان هذا اليوم ،  "يوم الأرض" يعتبر حدثا مهما ومعلما بارزا في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ، يثبت فيه مدى حبه لأرضه وتشبثه بها ، مركزاً حول المحور الاهم في الوجود الفلسطيني الا وهو "العلاقة بين الشعب والارض" ففي هذه الذاكرة ، يذكرنا يوم الارض بالمواجهات التي اندلعت في هذا اليوم من عام ١٩٧٦ بين اصحاب الارض الفلسطينيين العزل ، في الجليل وقوات الاحتلال الاسرائيلي ، والتي ادت الى استشهاد ستة فلسطينيين من مناطق سخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة ومخيم نور شمس ، عندما اعلنت اسرائيل نيتها مصادرة أراض عربية فلسطينية لإقامة مستوطنات يهودية ومنشآت عسكرية .

انه وبعد مرور كل تلك السنين على يوم الارض ، ولا يزال الكيان الغاصب يمارس نهجهه الاقتلاعي بمصادرة الاراضي والتضييق على الفلسطينيين ، بفعل ما درجت عليه السياسة الاسرائيلية التي لا تقيم شأنا لشرائع المجتمع الدولي وقوانين حقوق الانسان ، وما زال الشعب الفلسطيني كله اليوم يواجه الإحتلال الإستعماري بروح متوثبة وعزيمة عصية على الإنكسار، مُجذراَ وجوده الصامد على أرضه التاريخية التي سيبقى حقه فيها خالداً مهما بلغ النهب مداه.

ان فلسطينيي الداخل هم البقية الباقية من الشعب الفلسطيني الذي نكب عام ١٩٤٨ ، وتحول معظمه إلى لاجئين بعد طردهم من موطنهم الاصلي ، فهؤلاء الفلسطينيين يمتازون بالصلابة والصمود في الدفاع عن حقهم بالعيش والحياة على ارضهم مهما تعددت اساليب اسرائيل في القمع والتهجير ، مثلما انهم اصحاب هُوية اصيلة لهم روايتهم التاريخية الخاصة التي تتعارض مع الرواية التاريخية (اليهودية)...

ان احياء هذا اليوم ، ولو بشكل رمزي ، عبر تظاهرات رقمية ، ونشاطات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي واجب وطني ، وذلك لتأكيد أن الأرض هي حق تاريخي للشعب العربي الفلسطيني ، ورغم كل الظروف والأحوال ، ومهما تعددت اساليب الاحتلال في المصادرة والهدم والتشريد والقتل لهذا الشعب ، وتعبيراً عن رفض السياسة التوسعية التي تطبقها وتمارسها سلطات الاحتلال ، والتي تتعارض مع القوانين والاعراف الدولية ، وقرارات الشرعية الدولية ، التي ندينها ونرفضها مرارا وتكرارا في جميع المحافل والمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية.

تحية إلى شهداء يوم الأرض، تحية إلى أهلنا في غزة والضفة ، تحية الى الداخل المحتل وفي كل مكان ، المجد والخلود لشهداء فلسطين  والأمة العربية ، والحرية لأسرى الحرية.

فليرحل العابرون الغاصبون ..

مواضيع قد تعجبك