*
الثلاثاء: 01 نيسان 2025
  • 28 آذار 2025
  • 17:57
ولا حبة دوا.. يا داوود؟!
الكاتب: عبدالحافظ الهروط

حقاً أشعر بالعجز وقد سمعت نبأ رحيلك مع مطلع الفجر .
ما سمعت صوتي إلا وردّيت ضاحكاً واتبعت الضحكة مادحاً "انتوا يالحمايدة" وبعدها نواصل "التعليلة في وضح النهار" وآناء الليل.
عندما نلتقي، وعلى قلة اللقاءات، تفيض عليّ بأسرارك، كما لو أنك تحدّث نفسك، آااااااه يا داوود المناصير.
لا أقول على رأي المثل " اللي يموت تطوَل رجليه"، حيث يكثر الحديث عنه في شمائل حسنة، فمن منا بلا أخطاء وخطايا، يا صديقي؟!
ولكن أقولها بكل صدق وأمانة، إنني عرفت عنك فروسية المواجهة، ولا تسكت على ضيم، ولا تجامل على حساب كلمة حق. 
كعادتي، ومع كل الأصدقاء والزملاء الذين تربطني معهم علاقة الصراحة، إذ دائماً ما "أخرج عن النص"، وقد سرّب لي صديقك ورفيقك في التلفزيون الأردني، ابن الخال نايل حسين الهروط، بعض ما تمتاز به "للفرفشة"، حتى إذا ما سألتك عن واحدة منها، قلت"ابو حسين رجل غانم، وانظلم، وهوْ قصّر بحاله".
ثم تضحك، وتقول"يا صديقي هذه مرحلة يمر بيها كل إنسان ".
الرحيل يا صديقي، ليس فيه مفاجأة، وإن كان صاحبه، به الفاجعة، إذ " كل نفس ذائقة الموت"، ولكن ما فاجأني به صديقك"ابو حسين"عندما سألته عنك، إن كنت قد عانيت من مرض أخفيته عني وعن أصدقائك، قال صاحبك"ما شرب حبة دوا"!. 
أسأل الله يا صديقي، أن يكون رحيلك في هذا الشهر المبارك، وفي الجمعة المباركة، ما هو خير لك في منزلة من منازل الحياة الباقية،، وخير من كل ما عشته في حياتك.
أقول لأهلك ولذويك، ولنا أصدقائك، عظم الله أجرنا، وأحر العزاء .. أما أنت فهنيئاً لك.

مواضيع قد تعجبك