يعد الأردن جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من بلاد الشام، إذ يشكل مع العراق وفلسطين وسوريا عصب التاريخ ومرتكز الجغرافيا في المنطقة. هذا الوطن العربي الذي يحتل موقعاً استراتيجياً حساساً، ظل عبر العصور رمزاً للثبات والصمود في مواجهة التحديات، ودعماً قوياً للأمن القومي العربي. لذلك، فإن حماية الأردن من كل ما يهدد استقراره وأمنه هو أمر واجب وضروري ليس فقط للحفاظ على استقراره الداخلي، بل أيضاً للحفاظ على الأمن العربي بكامله.
إذا كان الوطن العربي يواجه تحديات ومطامع من قوى دولية وإقليمية تسعى إلى زعزعة الاستقرار وزرع الفتن بين دوله، فإن الأردن يبقى الحاجز الصلب الذي يقف في وجه هذه الأطماع. فالأردن، بحكم موقعه وتاريخه، يعد خط الدفاع الأول في وجه تلك التهديدات. في قلب الصراع المستمر في المنطقة، برز هذا البلد كدرع للأمن العربي، ملتزماً بالولاء لقضايا الأمة من طنجة إلى خليج عمان . إذ تميز هذا الشعب بتوجهاته القومية الصادقة، وأكد مراراً استعداده للوقوف إلى جانب أشقائه في الأوقات الصعبة والأزمات.
إن دعم الأردن ليس فقط تعبيراً عن التضامن العربي، بل هو في المقام الأول دعم للحفاظ على الأمن العربي. فالأردن لا يقتصر دوره على حماية حدوده فقط، بل يشكل الحاجز الطبيعي الذي يصد التهديدات التي قد تطال دول الخليج العربي والجزيرة العربية، بل وحتى قلب المنطقة. من خلال مواقفه الثابتة، أثبت الأردن أنه يشكل نقطة توازن استراتيجية في عالم يزداد فيه التوتر، مما يضعه في موقع يتطلب من جميع الدول العربية الوقوف إلى جانبه.
وفي السياق ذاته، فإن مساعدة الأردن في الأوقات العصيبة، والتعاون معه في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هو واجب قومي يحتمه الواقع العربي المشترك. إخراج الأردن من حالة العسر إلى حالة اليسر، وتحقيق التنمية المستدامة التي ترفع من مستوى معيشة شعبه، يعد من أكبر المسؤوليات القومية التي يجب على الدول العربية أن تتبناها. دعم الأردن ليس منا، بل هو مصلحة عربية عليا تفرضها الاعتبارات الاستراتيجية والجيوسياسية.
وفي هذا السياق، يجب التأكيد على أن الأردن لا يقتصر دوره على كونه جزءاً من الأمن الإقليمي، بل هو فاعل أساسي في الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فهو كان ولا يزال من أبرز الحلفاء في معركة الحق العربي، يدافع عن الحقوق المشروعة لشعوب المنطقة دون تردد. وهذا الانتماء القومي الفطري الذي يشعر به الأردنيون تجاه قضايا الأمة يجعلهم مصدر إلهام للعديد من الدول التي تواجه تحديات مشابهة.
من هنا، فإن دعم الأردن في مختلف المجالات هو دعم للمستقبل العربي، وهو ضروري لضمان استقرار المنطقة. إن استقرار الأردن يعني استقرار المنطقة بأسرها، وهو بمثابة الحاجز الذي يقي المنطقة من التقلبات والاهتزازات التي قد تنعكس سلباً على كل الدول العربية. فدعم الأردن، بكل أبعاده السياسية والاقتصادية، يعد خطوة نحو تعزيز وحدة الصف العربي، وحماية الأمن القومي العربي الذي لا يقبل القسمة على اثنين.
إن دعم الأردن هو واجب قومي يستدعي من الجميع الوقوف إلى جانب هذا البلد العزيز، لأنه ليس مجرد دعم لدولة، بل هو دعم لحماية الأمن العربي ودرعاً لكل الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة التحديات الجيوسياسية التي يواجهها العالم العربي اليوم..