خبرني - ستختبر شركة إيرباص محركا جديدا جذريا للطائرات يعمل بشفرات مراوح مرئية، في الوقت الذي تستعد فيه أكبر شركة لتصنيع الطائرات في العالم لتطوير خليفة لعائلة طائراتها الأكثر مبيعًا من طراز A320.
وأعلنت المجموعة الأوروبية للفضاء والدفاع أن رحلات تجريبية لمحرك "المروحة المفتوحة" ستُجرى على متن طائرة A380 عملاقة معدلة مع نهاية هذا العقد.
وستُسهم هذه الرحلات في اتخاذ قرار نهائي بشأن أفضل طريقة لتشغيل الجيل القادم من الطائرات ذات الممر الواحد، التي ستخلف طائرة A320 عند طرحها في السوق مع نهاية ثلاثينيات القرن الجاري.
وتأمل إيرباص أن يُسهم تصميم المحرك الجديد في تحسين كفاءة استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 20 و30% مقارنةً بالطرازات الحالية، حيث تستخدم الأنواع الحالية محركات "مروحة أنبوبية"، حيث تكون المراوح مُحاطة بغلاف.
وصرح برونو فيشيفو، رئيس برامج المستقبل في إيرباص، خلال قمة لإزالة الكربون نظمتها الشركة في تولوز، بأنه يتعين على الشركة التأكد من أن التقنيات الجديدة قد وصلت إلى مرحلة النضج، ومن ثم، ستراهن الشركة على تصاميمها المستقبلية.
وقال فيشيفو، "من أهم الإنجازات تقنية المروحة المفتوحة، علينا أن نصل بها إلى مرحلة النضج، ولدينا خطة لإجراء اختبارات طيران".
ويعد تصميم المحرك المقترح جزءًا من توجهات صناعة الطيران العالمية نحو تحقيق مساهمة صافية صفرية في انبعاثات الكربون الجوي بحلول عام 2050.
وتأمل الصناعة، التي تُمثل ما بين 2 و3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، في تحقيق هذا الهدف من خلال مزيج من أنواع الوقود البديلة والتقنيات الجديدة وتصاميم الطائرات الجديدة، بما في ذلك أجنحة أطول وأخف وزنًا.
ويقول المحللون إن أي طراز جديد من الطائرات أحادية الممر يجب أن يكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود بنسبة 20 إلى 30% من الجيل الحالي من الطائرات.
كما يجب أن تكون قادرة على تشغيل نفسها باستخدام وقود طيران مستدام فقط، حيث يمكن أن ينبعث من هذا الوقود ما يصل إلى 80% أقل من ثاني أكسيد الكربون طوال دورة حياته مقارنة بالوقود الجوي التقليدي.
وتتعاون إيرباص مع شركة CFM International، وهي مشروع مشترك بين شركة GE Aerospace الأمريكية وشركة Safran الفرنسية، لتطوير محرك نفاث ذي مروحة مفتوحة.
وصرح محمد علي، رئيس قسم التكنولوجيا والعمليات في GE Aerospace، لصحيفة فايننشيال تايمز بأن الشركتين تعملان بالفعل مع الجهات التنظيمية بشأن مسائل تتعلق بالتصميم الجديد.
وشملت هذه المسائل كيفية معالجة مستويات الضوضاء العالية الصادرة عن المروحة المفتوحة وأي مخاوف تتعلق بالسلامة.
وأوضح علي أن المروحة المفتوحة ستكون خفيفة الوزن للغاية، وتدور بسرعات تبلغ حوالي 1000 دورة في الدقيقة، مقارنةً بما يصل إلى 3000 دورة في الدقيقة في المحركات التقليدية الحالية.
وأضاف أنه سيتم أيضًا "تزويد الطائرة بدروع" لضمان تعزيزها في المناطق التي قد تكون عرضة لأي ضرر من شفرات المروحة.
وقال كريستيان شيرير، رئيس قسم صناعة الطائرات في إيرباص، إنه من الضروري اختبار تصميم المروحة المفتوحة لما يتمتع به من خصائص واعدة في استهلاك الوقود مقارنةً بالمراوح الأنبوبية.
ويمكن تركيب المحركات إما على جناح الطائرة أو في مؤخرتها.
وصرح شيرر بأن إيرباص لم تستبعد أي تصميم، وأنها تُجري أيضًا محادثات مع رولز رويس وبرات آند ويتني، المنافسين الرئيسيين لشركة CFM International، حول ما يُمكنهم تقديمه.
كما استغلت إيرباص هذا الحدث لإعادة تأكيد خططها لتطوير طائرة تعمل بالهيدروجين، لكنها لم تُحدد إطارًا زمنيًا جديدًا للإطلاق.
وكانت الشركة قد أرجأت الشهر الماضي خطط إطلاق طائرة تتسع لـ100 مقعد بحلول عام 2035، وأكدت الشركة أنها ستُمضي قدمًا في خططها لاختبار مفهوم باستخدام خلايا وقود تعمل بالهيدروجين.