*
الاحد: 30 آذار 2025
  • 26 آذار 2025
  • 15:10
يا صبر أيوب
الكاتب: عبدالحافظ الهروط

لن يهدأ العالم، بما فيه الأردن، وهناك كرة يتقاذفها لاعبون بأقدامهم، حتى وإن كانت الحروب بدمارها الشامل دائرة في هذه المنطقة أو تلك!.
الذين يكرهون اللعبة، يقولون إن كرة القدم وجدت لإلهاء الشعوب، وإن من يقف وراءها، هم ساسة يمثلون دولاً استعمارية، ودليلهم-أي الذين يكرهون- أنه ما أن يكون هناك حدث كبير، والمقصود به كأس العالم، إلا واستغلتها دولة معتدية للهجوم على دولة تناصبها العداء لتدمير قوتها العسكرية وقتل شعبها أو احتلال أرضها.
هذا هراء، ما بعده هراء، فقد عُرفت الدول الاستعمارية بشن الحروب وغزوها لدول، قبل أن " تُصنع هذه الكرة" بمئات السنين، إن لم يكن قبل قرون.
ما دفعني إلى كتابة هذه المقدمة المملة، هو أن كثيراً من الذين لا يعنيهم متابعة هذه اللعبة، وهي فعلاً، مهيمنة على عقول الملايين من البشر، هم وراء هذا الترويج، وقد يكون من بينهم من يُحرّم مشاهدتها، واعتبارها " أفيون الشعوب".
وللأسف بعض من هؤلاء المروجين هم عرب، وكأن ما أضاع فلسطين ودمّر الأمة إلا كرة القدم ولإنشغالنا بها!.
ما علينا، لندخل في صُلب الموضوع، وهو فرصة تأهل منتخبنا الوطني إلى كأس العالم المقبلة ٢٠٢٦، وقد حل لغاية  الآن في المركز الثاني في مجموعته التي يتصدرها منتخب كوريا ج، وتضم معهما منتخبات العراق وعُمان وفلسطين والكويت، حيث ينافس المنتخبان العراقي والعماني منتخبنا والمنتخب الكوري بفرصتي التأهل المباشر والملحق، وفي حسابات يمكن القول عنها من وجهة نظر شخصية، بأنها حسابات معقدة، لا شائكة،لماذا؟!
بعض الإعلاميين الأردنيين، وغير الأردنيين، يقولون إن فوز منتخبنا على عُمان، وخسارة العراق أمام كوريا ج، تجعلان، النشامى يتأهل مباشرة لكاس العالم ولن يكون هناك انتظار لما يتبقى من مباريات، حيث يتأهل معه المتصدر الكوري، هذا احتمال صحيح من حيث الحسابات، وخاصة منتخبنا الوطني، ولكن الاحتمالات على جميع المنتخبات قد لا تتطابق مع الحسابات الحالية، وعلى قاعدة "حسابات الحقل وحسابات البيدر".
لماذا افترضنا الفوز على عُمان وخسارة العراق أمام كوريا؟!، فكل المنتخبات تلعب للفوز، حتى التي فقدت فرصة التأهل.
كرة القدم لم تتخلّ عن مكرها، منذ وجدت، ولو أخذنا، فقط، بما جرى في هذه المجموعة، فقد كان :
المنتخب الفلسطيني يتعادل ذهاباً وإياباً مع نظيره الكوري وكان الأخير المرشح الأول للتأهل، ويكسب المنتخب العراقي المنافس على الترشح.
وهناك مفاجآت حدثت عندما نجح المنتخب الكويتي الذي يُعد خارج الحسابات، بخطف نقطة مع منتخبنا على أرضنا، وكذلك فعل مع العراق في وقت حساس، ثم يأتي المنتخب العُماني من بعيد ليشارك بفرصة التأهل المباشر.
كل هذه "الطلاسم" أو التقاطعات، تؤكد بأن جميع المنتخبات المرشحة للتأهل المباشر أو بالملحق من هذه المجموعة، ستكون في دوامة، ومحظوظ من يفلت من مكر الكرة.
أما أنا، فسأكون مع كل الأردنيين منذ هذا اليوم، في حلم، إلى أن أفيق معهم في الخامس من حزيران المقبل، فأكون في علم، إن شاء الله، وقد تأهل منتخبنا بعد أن صبرنا "صبر أيوب"، فهل نخلص من هذا الكابوس الضاغط علينا، في صحونا ونومنا ؟!

مواضيع قد تعجبك