*
السبت: 22 آذار 2025
  • 21 آذار 2025
  • 18:05
تفاوض تحت النيران
الكاتب: مهند أبو فلاح

الغارات المكثفة التي يشنها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة الباسل تحمل في طياتها كثيرا من المؤشرات على رغبة العدو الغاشم في فرض شروطه و املاءاته على حركة المقاومة الإسلامية " حماس " و إجبارها على تقديم تنازلات تحت الضغط الناري الرهيب على مائدة التفاوض .

إجبار المقاومة الفلسطينية على تقديم بعض التنازلات في ملف الأسرى و الرهائن يعبر عن حجم الأزمة الداخلية التي يعاني منها حُكّام تل أبيب و على رأسهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي و محاولته حشد قوى اليمين المتطرف في الدويلة العبرية المسخ من ورائه .

حشد و تعبئة قوى اليمين المتطرف الصهيوني من خلف نتنياهو يتطلب ويستلزم إظهاره بمظهر القوي المتمكن القادر على فرض رغباته و شروطه على المقاومة الفلسطينية ، لتجيير ذلك لصالحه أمام الرأي العام الداخلي الاسرائيلي الذي يحفل اليوم بالنقد اللاذع لأداء رئيس وزرائه على خلفية صدامه مع قادة الأجهزة الأمنية في الكيان الغاصب .

الصدام بين نتنياهو و قادة الأجهزة الأمنية و على رأسهم رئيس جهاز الأمن الداخلي " الشاباك " المدعو رونين بار و إقالة هذا الأخير من منصبه يدلل على حجم الأزمة التي يعاني منها رئيس وزراء العدو على خلفية عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من تشرين الاول/ اكتوبر من العام 2023 ، و أن عمر حكومته على شكلها الحالي يبدو قصيرا نسبيا رغم مهارته الفائقة في عقد التحالفات التكتيكية بغية إطالة أمد حكومته الائتلافية الهشة .

إن سقوط حكومة نتنياهو على المدى المنظور يتطلب صمودا اسطوريا ملحميا من رجال المقاومة الفلسطينية الابطال في ساحات الوغى و ميادين القتال لتفنيد مزاعم و ادعاءات نتنياهو التي يتبجح بها ليل نهار من أن حماس لن تقدم التنازلات على طاولة المفاوضات الا تحت الضغط الناري المكثف الرهيب .

مواضيع قد تعجبك