*
الاثنين: 24 آذار 2025
  • 21 آذار 2025
  • 16:25
من الكرامة إلى طوفان الأقصى… الروح واحدة والمقاومة لا تموت
الكاتب: أ. د. هاني الضمور

من معركة الكرامة عام 1968، إلى طوفان الأقصى عام 2023، لا شيء تغيّر في جوهر المعركة، ولا تغيّر في طبيعة العدو، ولا في عدالة القضية… ما تغيّر فقط هو الزمن، أما الكرامة، والمقاومة، والإيمان بعدالة فلسطين، فهي ثابتة في ضمير الشعوب، وفي قلب الأردن الذي لم يُبدل موقفه يومًا.

في معركة الكرامة، كان الأردن وحيدًا في الميدان، بجيشه العربي الباسل، يواجه آلة الاحتلال المدججة بالسلاح والغرور، بعد نكسة عربية كسرت ظهر الأمة. ظنّ العدو أن التوسع بات سهلاً، وأن العرب قد فقدوا إرادة المواجهة.
لكن الأردن قال كلمته هناك، في غور الكرامة، على ضفاف نهر الأردن:
“لن تُمسّ كرامتنا، ولن تُدنّس أرضنا، ولو وقفنا وحدنا.”

فكان النصر…
وكانت الكرامة أول منارة تعيد الروح إلى جسد الأمة، وأول صفحة تُكتب فيها ملحمة عربية تُهزم فيها إسرائيل، ويُكسر جيشها على يد جنود مؤمنين بأرضهم وعقيدتهم، وبأن الشهادة طريق إلى العزة.

ومرّت السنوات، وتوالت الانتفاضات، واحتدمت المعارك، والعدو هو العدو… محتل، غاصب، لا يفهم إلا لغة القوة.
واليوم، ونحن نعيش أحداث “طوفان الأقصى” الذي أشعلته المقاومة الفلسطينية في وجه حصار طويل، وجرائم مستمرة، وعجز دولي مخزٍ، نرى أن ما بدأ في الكرامة… لم ينتهِ.

غزة اليوم تقاتل نيابة عن الجميع، كما قاتل الأردن في الكرامة نيابة عن أمة بأكملها.
هناك قاتلنا بدبابات، وهنا يُقاتل الفلسطينيون بإيمانهم وصواريخهم البدائية، وبعزيمة لا تنكسر.
وفي كل مرة، يسقط الرهان على تفوق العدو، وتثبت المعادلة القديمة الجديدة:
من يملك الإيمان بالقضية، لا يُهزم… ومن يراهن على الزمن لينهي المقاومة، يبتلع خيبته.

الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، لا يزال في الخندق ذاته.
صوت جلالة الملك عبد الله الثاني، كما في كل المحافل، هو صوت الحق: “القدس خط أحمر، وفلسطين في وجداننا، وغزة ليست وحدها.”
لم يساوم، لم يتلون، ولم يقايض. ظل صامدًا بثوابته، مدافعًا عن الحق الفلسطيني، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، رافضًا محاولات التهجير والطمس والسكوت عن الجرائم.

طوفان الأقصى ليس لحظة مفاجئة، بل تراكم من الغضب، والخذلان، والانفجار الأخلاقي في وجه الاحتلال.
هو امتداد طبيعي لنهر من المقاومة بدأ من جنين، والكرامة، وصبرا وشاتيلا، وانتفاضات الأقصى، وصولًا إلى هذه اللحظة المفصلية.

الأردن لا ينظر إلى فلسطين كملف سياسي، بل كجزء لا يتجزأ من وجدانه، وهويته، وتاريخه المشترك.
من عمّان إلى غزة، من الأغوار إلى القدس، النبض واحد، والهدف واحد، والدم واحد.

ومثلما انتصرنا في الكرامة حين كنّا على حق،
سنظل نؤمن أن النصر النهائي لفلسطين آتٍ، لأن الشعوب لا تموت، والإرادة لا تُكسر، والمحتل مهما طال غيّه، مصيره أن يزول.

من الكرامة إلى الطوفان…
الرسالة واحدة: الأرض لنا، والحق لنا، والكرامة لا تموت.

#من_الكرامة_إلى_الطوفان
#طوفان_الأقصى
#ذكرى_الكرامة
#الأردن_وفلسطين
#القدس_خط_أحمر
#غزة_الصمود
#الجيش_العربي
#المقاومة_مستمرة

مواضيع قد تعجبك