خبرني - في خطوة رائعة ومهمة تُسجل للوزارة ووزيرها المثقف مصطفى الرواشدة ، جاء قرار إعادة إصدار مجلة "الفنون الشعبية" ليكون من أبرز المبادرات التي تعكس الفهم العميق للأهمية القصوى للتراث الثقافي والفلكلوري. يُعد هذا القرار من الخطوات الهامة في سياق المحافظة على الموروث الشعبي ونقله إلى الأجيال القادمة، وهو تأكيد على الدور الفاعل الذي تلعبه الثقافة والفنون الشعبية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى الأفراد.
إن الفنون الشعبية، بتنوعها وثرائها، تشكل ركيزة أساسية من ركائز الهوية الثقافية لأي أمة. فهي لا تعكس فقط العادات والتقاليد، بل هي سجل حي للذاكرة الشعبية التي تحمل في طياتها حكايات الأجداد وآمالهم، تجاربهم اليومية، وتفاعلاتهم مع بيئتهم. ومن هنا، يُعتبر الحفاظ على هذا التراث وتقديمه للأجيال الجديدة عبر المجلات والنشرات مثل "الفنون الشعبية"، ليس مجرد خطوة ثقافية، بل هو واجب وطني يساهم في تجسيد وعي الناس بتاريخهم وواقعهم الثقافي.
إن القرار بإعادة إصدار هذه المجلة يمثل رؤية استراتيجية من الوزير الذي يدرك أن التراث الشعبي ليس مجرد ذاكرة جماعية فحسب، بل هو مصدر قوة وطنية. فالفلكلور يعزز من مشاعر الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية، وينمي الحس الاجتماعي والتلاحم بين أفراد المجتمع. من خلال ترديد الأهازيج، والغناء، والرقصات الشعبية، وغيرها من الفنون، يشعر الأفراد بأنهم جزء من كيان ثقافي واحد، يتشاركون في نفس الذكريات ويحتفلون بالموروث ذاته.
أكثر من ذلك، فإن تسويق التراث الشعبي عبر المجلات الثقافية يشكل أداة فعالة لجذب الباحثين والمهتمين بالموروث الإنساني من جميع أنحاء العالم. فكلما تم إبراز التراث الشعبي وتقديمه بطريقة علمية وفنية، زادت الفرص لجذب الانتباه العالمي، وهو ما يساهم بدوره في تعزيز مكانة البلد ثقافياً وحضارياً. كما أن هذا النوع من المبادرات يفتح آفاقاً لتسويق البلد سياحيا ، حيث أن السياحة الثقافية، التي تركز على الفلكلور والتراث الشعبي، باتت واحدة من أبرز وسائل جذب الزوار وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
إن إعادة إصدار "الفنون الشعبية" لا يقتصر على الاحتفاء بالتراث فحسب، بل هو دعوة للبحث والتوثيق، وإعادة إحياء الفنون التي قد تكون في خطر الزوال بسبب التطورات السريعة في مجتمعاتنا. إن الوزارة، تحت قيادة وزيرها المثقف، تسير في طريق يسهم في تعزيز الثقافة الوطنية وحمايتها من الاندثار. هذا القرار يُظهر أيضاً حرص الوزير على تفعيل دور الثقافة في المجتمع وإعطائها مكانتها اللائقة ضمن أولويات العمل الوطني.
نُشيد بهذه الخطوة التي تتسم بالوعي العميق والمسؤولية تجاه الحفاظ على التراث الشعبي الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخنا وحضارتنا. هذه المبادرة تسجل للوزير مصطفى الرواشدة وللوزارة كل التقدير والاحترام، حيث يُثبت من خلالها أنه يسير في المسار الصحيح نحو تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق تنمية ثقافية مستدامة، وذلك بما يعكس الاهتمام العميق بالتراث والفلكلور كأحد العناصر الأساسية في تشكيل شخصية المجتمع وتطويره