*
السبت: 15 آذار 2025
  • 15 آذار 2025
  • 01:13
السعودية  .. كيف تحول القرقيعان من فرحة رمضانية إلى صناعة مكلفة؟

خبرني  - بينما يحل منتصف رمضان، تتزين الشوارع والمنازل في عدد من مناطق السعودية، استعدادًا للاحتفال بـ"القرقيعان"، وهو تقليد خليجي تراثي ينتظره الأطفال بفارغ الصبر، لكن هذا الاحتفال البسيط الذي كان يعتمد على توزيع المكسرات والحلوى، تطور في السنوات الأخيرة إلى صناعة متكاملة تكلف الأسر مبالغ طائلة، فكم تصرف الأسر السعودية على القرقيعان؟ وهل ما زال يحافظ على بساطته أم أصبح رفاهية للبعض؟

يعود القرقيعان إلى قرون مضت، وهو موروث شعبي يُقام في ليلة 13 أو 14 أو 15 من رمضان، حيث يخرج الأطفال في مجموعات، مرتدين أزياءً تقليدية مزخرفة، حاملين أكياسًا قماشية ليجمعوا الحلوى والمكسرات من الجيران، وهم ينشدون أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة، وتأتي مدن شرق السعودية هي الأبرز بهذه العادة الرمضانية.

القرقيعان كان سابقًا يتمحور حول بساطة الاحتفال، كانت الهدايا عبارة عن مكسرات وحلوى تُوضع في أكياس بسيطة، وكان الأطفال يجوبون المنازل في أجواء عائلية جميلة، لكن الحال تغيّرت اليوم، إذ تحوّل القرقيعان إلى مهرجان مصغّر في بعض المنازل، يتضمن هدايا فاخرة، وحفلات تقام في القاعات والمنازل، وحتى الاستعانة بفرق ترفيهية.

مع تحول القرقيعان إلى مناسبة احتفالية كبرى، ارتفعت تكاليفه بشكل كبير، حيث أصبحت بعض العائلات تنفق آلاف الريالات على توزيعات القرقيعان التي تشمل الحلوى المستوردة، والعلب المزينة، وأحيانًا هدايا ثمينة للأطفال.

وفقًا لتقديرات غير رسمية، فإن بعض الأسر تنفق ما بين 500 إلى 3500 ريال سعودي على تجهيزات القرقيعان، ويختلف المبلغ حسب نوعية الهدايا وكمية التوزيعات. تقول نوف العبدالله، وهي صاحبة متجر إلكتروني مختص بتغليف هدايا القرقيعان: هناك طلب متزايد على توزيعات القرقيعان الفاخرة، حيث يفضل البعض تقديم علب مزخرفة تحمل أسماء الأطفال، وأحيانًا تتضمن قطعاً ذهبية صغيرة أو دمى مخصصة.

بينما يرى البعض أن تطور القرقيعان يعكس رفاهية المجتمع واهتمامه بالموروث الشعبي، يرى آخرون أنه أصبح عبئًا ماليًا وتكليفًا اجتماعيًا غير ضروري. تقول أمل الحربي، وهي أم لخمسة أطفال: في الماضي، كنا نحضر القرقيعان بأبسط الأشياء، لكن الآن أصبح هناك تنافس بين العائلات على من يقدم التوزيعات الأجمل والأغلى، وهذا يجعل بعض الأسر تشعر بالضغط لإنفاق مبالغ كبيرة.

في المقابل يرى الاقتصادي أحمد الجبير أن تطور القرقيعان طبيعي، إذ إن المناسبات التراثية تتغير مع الزمن: ما نشهده اليوم من تطور في القرقيعان يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية، لكن المهم ألا نفقد جوهر هذه العادة، وهو إدخال البهجة على قلوب الأطفال.

مواضيع قد تعجبك