خبرني - كشفت نتائج استطلاع إقليمي، نفذته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أخيرا "حول تصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة لسورية"، بعد سقوط حكومة الأسد، أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة لهم لا يفكرون في العودة إلى بلادهم في المدى القريب.
وقالت، إن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في المنطقة (الأردن، مصر، العراق، لبنان)، لا ينوون العودة أو لم يتخذوا قرارا بشأن العودة إلى سورية خلال عام، "يفكرون بالعودة في السنوات الخمس المقبلة"، بينما يعتزم أكثر من ربع اللاجئين السوريين العودة لإعادة بناء حياتهم في غضون الـ12 شهرا المقبلة، بحسب الغد.
وبالنسبة للاجئين السوريين في الأردن فإن 40 % منهم، ينوون العودة خلال عام، بينما 56 % ممن لا ينوون العودة أو لم يتخذوا قرارهم بعد بالعودة، ينوون العودة خلال السنوات الخمس المقبلة، وكان 85 % من اللاجئين بالمملكة، قد أجابوا في الاستطلاع بأنّهم "يأملون بالعودة إلى سورية يومًا ما".
وبحسب الاستطلاع الذي نشر قبل أيام، فإن عدد اللاجئين المسجلين في المفوضيّة يقدّر بحوالي 611.4 ألف سوري.
وكشف الاستطلاع، فإن العوائق الرئيسة أمام العودة، تتركز بوجود مخاوف بشأن السكن المتاح ووضع ممتلكات اللاجئين، والسلامة والأمن، والتحديات الاقتصادية داخل سورية، والمخاوف بشأن الخدمات الأساسية المتاحة.
ويعتبر أكثر من 60 % من اللاجئين، أنه من المهم إجراء زيارة "اذهب وشاهد" قبل اتخاذ القرار النهائي بالعودة، إذ إن "السقوط السريع لحكومة الأسد في 8 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، أحدث تحولاً زلزالياً في الوضع السياسي والإنساني في سورية والمنطقة".
وقال، إن السوريين الذين يعيشون خارج سورية، بما في ذلك 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، أعربوا عن ابتهاجهم وأملهم باحتمال العودة لديارهم، فيما أعرب كثيرون عن حذرهم، بانتظار معرفة كيف يتطور هذا الوضع.
وبحسب الاستطلاع فإن 40 % من السوريين بالأردن و 42 % منهم بمصر، ينوون العودة في الأشهر الـ12 المقبلة، بينما ينوي 12 % من اللاجئين في العراق القيام بذلك، وفي لبنان، ينوي 24 % من اللاجئين العودة في الأشهر الـ12 المقبلة، ومع ذلك، فإن أكثر من 21 % غير متأكدين بشأن العودة في الأشهر الـ12 المقبلة، ما يسلط الضوء على نهج أكثر حذرا.
وتُعزى هذه الاختلافات جزئيًا للظروف في أماكن المنشأ المختلفة في سورية، فعلى سبيل المثال، مع وجود عدد كبير من السوريين في العراق من أصل شمال شرق سورية، إذ يوجد انعدام أمن مستمر، فإن النسبة المئوية الأقل تنوي العودة.
وفي الأردن ولبنان، يخطط ما يصل إلى 90 % من اللاجئين الذين يعتزمون العودة في الأشهر الـ12 المقبلة للقيام بذلك مع أفراد أسرهم أو مع عائلاتهم الممتدة، و6 % إلى 7 % فقط، يعتزمون العودة بمفردهم. وتزداد هذه النسبة بشكل كبير للاجئين في مصر والعراق مع 28 % و32 % على التوالي من اللاجئين الذين يعتزمون العودة بمفردهم.
والسبب الأول الذي يذكره اللاجئون لرغبتهم بالعودة بمفردهم، هو أن أسرهم موجودة بالفعل في سورية، أو أنهم ليس لديهم عائلة في البلد المضيف. وهؤلاء المستجيبون هم في الغالب من الرجال الأصغر سنا، إذ تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.
وتختلف المخاوف الرئيسة للاجئين بشأن العودة من بلد مضيف لآخر، وقد تُعزى هذه الاختلافات أيضًا جزئيًا إلى الظروف في أماكن المنشأ المختلفة داخل سورية، إذ يختلف مكان نشأة اللاجئين في سورية حسب البلد المضيف. ففي لبنان، ذكر 69 % منهم بأن السكن هو شاغلهم الأساسي، وسلط 54 % الضوء على التحديات الاقتصادية في سورية، كحاجز أمام العودة. وبالمقارنة، يعتبر اللاجئون في العراق السلامة والأمن عائقًا رئيسا أمام العودة، بحيث ذكر ذلك 84 %، بينما قدم اللاجئون في الأردن ومصر وجهة نظر متوازنة، بين الاعتبارات العملية والسلامة والأمن.
وفي جميع البلدان، ذكر 4 % مخاوف بشأن أفراد الأسرة ذوي الاحتياجات الخاصة (كالأشخاص ذوي الإعاقة أو الحالات الطبية الخطرة، على سبيل المثال لا الحصر)، ما يسلط الضوء على الحاجة لاستجابات مخصصة للفئات الضعيفة.