*
الثلاثاء: 11 فبراير 2025
  • 11 فبراير 2025
  • 20:23
لماذا لا يقبل الأردن بالتهجير؟!
الكاتب: عبدالحافظ الهروط

مجرد ان طفحت الابتسامة الصفراء على محيّا نتانياهو ليغيظ بها العرب، وهو يسمع كلام الرئيس الاميركي عن تهجير الفلسطينيين في القطاع والضفة، كان الغليان الأردني يتزايد في كل قرية ومدينة، رفضاً : لا للتهجير، وتأكيداً: لن يكون، والرد هذا ليس كله مجرد حماسة وعواطف في الشارع… هكذا يُفهم.
الأردن استقبل الملايين من الأشقاء والأصدقاء في العالم، وآخرهم السوريون، لظروف إنسانية، عندما ضاقت بهم الارض بما رحبت، ولأنهم سيعودون إلى أرضهم. 
هل يستقبل الأردن فلسطينيين، يريد نتانياهو قلعهم من بلادهم، وبلا عودة، كما هم في الشتات، ويريد ترمب وضع يده على غزة "برسم التطويب ولعب الطرنيب" ليجعل  منها "ملاهي ليلية" وقد فاضت بالشهداء؟!.

هذا التفكير، يعني أن ترحيل شعب غزة إلى الأردن ومصر، هو ضغط وتهديد لنظامي البلدين، كما يريد "التاجر الاميركي" والمأفون الاسرائيلي، وبالتالي، تمييع وتشييع القضية الفلسطينية التي عادت لواجهة العالم بفضل الصمود الأسطوري لهذا الشعب العظيم وبسالة المقاومة.
قد يظن الرجلان المتغطرسان على العالم أن تهجيرات كثيرة أصابت الشعب الفلسطيني على مدى عقود خلت، ليتساءلا مع أزلامهما من الصهاينة في أميركا واسرائيل: لماذا لا تكون للفلسطينيين، تهجيرات ثامنة وتاسعة وعاشرة، حتى يتم تفريغ كل فلسطين من البحر إلى النهر ؟!.
الفلسطينيون يدركون أن كل تهجير هو تفجير لهم ولقضيتهم، وأن سياسة " التأجير" التي يراوغ بها ترمب، لذر الرماد في عيون العالم، بحيث يبعد شعب غزة إلى حين إعمارها ، والأصح "إحتلالها" من قبل أميركا، ما هي إلا سياسة لا تنطلي على عقل طفل غزي، استشهد والده وأخوته برصاص جندي اسرائيلي متوحش، وبسلاح أميركي محرّم، إنسانياً قبل أن يكون دولياً.
 أميركا وإسرائيل، ومعهما كل العالم، يدركون أن الأردن وبما يشكله من جيو سياسي، إنما هو "حجر الزاوية" في المنطقة، وأنه إذا ما تعرض إلى تهديد -لا قدر الله- فإن رد الأردنيين سيكون"علينا وعلى أعدائنا" ذلك أنهم ما اعتادوا على التهجير، ولا يتقنون "فن ومهن الاستئجار" حتى في بلدان الأشقاء.
هذا يعني، أنهم سيدافعون عن عرضهم،ويستشهدون على ارضهم، كما استشهدوا في فلسطين وفي معركة الكرامة.
يظل تهجير الفلسطينيين إلى الأردن مرفوضاً ، رسمياً وشعبياً ودولياً، وإذا ما أراد ترمب ترحيلهم، فعليه توطينهم في غزة وحيفا ويافا، وغيرها.. هكذا يرى العالم، وهذا  حق الفلسطيني  في الوجود، وليس كرماً أميركياً، طالما أن الرئيس الأميركي، لا يريد الحروب، و"لديه إنسانية" كما يدّعي!!، ويريد نشر السلام في الشرق الأوسط، وإطفاء النيران لا إشعالها، فهل يمسك على شاربه الحليق؟!!.

مواضيع قد تعجبك