خبرني - رجح عاملون في قطاع المواد الغذائية استمرار تراجع أسعار السكر في السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، بعدما انخفضت أسعارها عالميا خلال الشهر الماضي وفق ما أظهره مؤخرا، مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
وبحسب تقرير (الفاو)، انخفضت أسعار السكر بنسبة 6.8 % الشهر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه وبنسبة 18.5 % مقارنة بمستواه السعري قبل عام، بحسب الغد.
وانخفضت أسعار السكر في السوق المحلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة وصلت إلى 14 %، إذ بات يباع السكر وزن 10 كيلو غرامات بـ5.45 دينار مقارنة مع 6.35 دينار، ووزن 5 كيلو غرامات أصبح يباع بـ2.9 دينار بدلا من 3.3 دينار.
وفي المقابل، انخفضت أسعار الأرز في السوق المحلية، إذ انخفض سعر 3.5 كيلو غرام الحبة المتوسطة من 4.5 دينار إلى 4 دنانير بنسبة تراجع بلغت 11 %، وانخفض سعر كيس الأرز للحبة المتوسطة الذي يزن 8 كيلو من 10.3 دينار إلى 9 دنانير بنسبة تراجع بلغت 13 %، كما انخفض كيس أرز الحبة الطويلة الذي يزن 3.5 كيلو غرام 15 قرشا ليباع حاليا بـ3.35 دينار بنسبة تراجع بلغت 3 %.
في المقابل، طرأ ارتفاع على أسعار زيت دوار الشمس الذي يعد الأكثر استخداما من قبل الأسر الأردنية إذ زاد بيع العبوات ذات حجم اللتر والنصف بحوالي 17 قرشا لتباع بـ 1.75 دينار، كما ارتفع سعر بيع عبوة الزيت حجم 2.9 لتر بحوالي 20 قرشا لتباع بـ3.5 دينار.
** الفاو: انخفاض كبير في أسعار السكر والزيوت النباتية عالميا
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أعلنت في تاريخ 7 شباط (فبراير) الحالي، عن تراجع أسعار السلع الغذائية العالمية خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، مدفوعة بانخفاض كبير في أسعار السكر والزيوت النباتية.
وبحسب التقرير الشهري للمنظمة، سجل متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية في أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، 124.9 نقطة في كانون الثاني (يناير)، مقابل 127 نقطة في كانون الأول (ديسمبر).
وعلى الرغم من هذا التراجع، ما يزال المؤشر أعلى بنسبة 6.2 % عن مستواه قبل عام، لكنه أقل بنسبة 22 % عن ذروته المسجلة في آذار (مارس) 2022.
ويرجع ذلك إلى تحسن توقعات المعروض العالمي، نتيجة الظروف الجوية المواتية في البرازيل والهند، مما أدى إلى استئناف صادرات السكر من البلدين.
كما تراجعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.6 %، متأثرة بانخفاض أسعار زيت النخيل وزيت بذور اللفت عالميا، بينما استقرت أسعار زيت الصويا وزيت دوار الشمس.
وشهدت أسعار اللحوم هي الأخرى، انخفاضا بنسبة 1.7 % خلال الشهر الماضي، وعلى النقيض من بقية السلع الغذائية، سجلت منتجات الألبان ارتفاعا بنسبة 2.4 % على أساس شهري،
و20.4 % على أساس سنوي مدفوعة بارتفاع أسعار الجبن، الذي عوض الانخفاضات في أسعار الزبدة ومسحوق الحليب عالميا.
** 7 % تراجع أسعار السلع الغذائية لسلة الاستهلاك المحلي
قال ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن جمال عمرو: "إن السوق المحلي الأردني شهد خلال الأشهر الماضية، تراجعات متتالية على كثير من أسعار السلع الغذائية الرئيسية خاصة الأرز والسكر والزيوت".
وبين عمرو أن أسعار الزيوت في السوق المحلية منذ منتصف العام الماضي، تسير في مسار الانخفاض، والأمر ذاته بالنسبة لأسعار السكر، فيما بدأت أسعار الأرز مؤخرا، في التراجع بما يترواح نسبته ما بين 5 إلى 7 %.
وأوضح عمرو، أن أسعار السلع الغذائية التي تدخل في سلة الاستهلاك الغذائي المحلي، تراجعت تراكميا خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة بنحو 7 %، مقارنة مع الأشهر التي سبقتها.
وتوقع عمرو أن تستقر أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان، عند مستويات الأسعار الحالية، ما يعني أنها ستكون أقل من مستوياتها في رمضان الماضي، لافتا إلى وجود ارتفاعات طفيفة في أسعار سلع محدودة.
ونوه عمرو إلى أن مؤشر أسعار الأغذية العالمية الصادر عن "الفاو"، ليس بالضرورة دائما يكون له انعكاس على مستويات الأسعار في السوق المحلي، حيث إن السلة الغذائية التي يعتمد قياسها أحيانا تختلف عن السلة المستخدمة في السوق المحلية، مؤكدا أن أسعار أغلب السلع الغذائية التي تستوردها الأسواق المحلية منذ منتصف العام الماضي شهدت تراجعا، وبدت ملموسة في الفواتير الاستهلاكية للمواطنين إلى حد ما.
** انخفاض أسعار السكر في السوق المحلية
من جانبه، أكد مستورد المواد الغذائية محمد درباس أن تراجع أسعار السلع الغذائية عالميا بدأ ينعكس على السوق المحلية، حيث طرأ انخفاض على أسعار كثير من السلع في السوق المحلية.
وبين درباس أن أبرز السلع الغذائية التي تراجعت أسعارها خلال الفترة الماضية محليا، هي مادة السكر.
وتوقع درباس أن تستقر أسعار السكر في السوق الأردنية خلال الفترة المقبلة عند مستوياتها الحالية، مستبعدا أن يطرأ ارتفاعا على أسعارها في المدى القريب رغم تذبذب سعر السكر أحيانا في السوق العالمية.
وحول مستويات الطلب على المواد الغذائية، أوضح درباس أنها ضمن مستوياتها الطبيعية ولم يطرأ عليها أي تغيير ملموس، متوقعا أن ترتفع قليلا خلال الفترة المقبلة، على وقع شهر رمضان الفضيل.
** توقعات بانعكاس الانخفاض العالمي بعد أشهر
من جانبه، اتفق المستثمر في قطاع استيراد الأغذية أنس أبو عودة، مع سابقيه حول انخفاض أسعار عدد من السلع الغذائية الأساسية في الأسواق العالمية خلال الشهر الماضي، ولا سيما أسعار السكر. متوقعا أن تطرأ انخفاضات جديدة خلال الفترة المقبلة.
وتوقع أبو عودة استقرار أسعار المواد الغذائية في الأسواق على المدى القريب، على أن تنعكس الانخفاضات الأخيرة الواردة في مؤشر الفاو للشهر الماضي على السوق المحلية، خلال الربع الثاني من العام الحالي.